مسلمة الحنفي
هذا البحث محاولة في الاقتراب من كنه التكالب الجمعي على نبذ مسلمة الحنفي كوجه آخر للحنيفية، وإعادة قراءة ما تم تهريبه من سيرة الرجل، المبثوثة كجمل قصيرة، أو أخبار مضببة، وأخرى معماة حتى يصعب على الذهن البسيط بلوغها، لكنها تظل مفاتيح لكثير م ن الأقفال التي تغلق مسامات التنفس على الرأي المختلف، وتضيق الخناق على التجربة الحياتية المختلفة.
قد تكون هذه القراءة هي الأولى من نوعها تتخذ التصريح لا الإشارة والتلميح منهجاً لها لرفع التشويه عن رجل -من الجيل الأول للأحناف- كان لفاعليته حضور كبير في شبه الجزيرة العربية طيلة أكثر من خمسين عاماً، فقد استمر تأثيره بعد مقتله أيضاً، مدحه المؤمنون به حياً، ورثوه حتى بعد أن تم تكذيبه على لسان المؤسسة الإسلامية المنتصرة.
يحاول البحث أن يثبت أيضاً أن مقتل مسلمة الحنفي ومطاردة أتباعه -وقتلهم حيثما أعلنوا عن إيمانهم به- هو الذي كرس (الإسلام السيفي) بعد أن تم اعتباره الممثل الحقيقي الأوحد (للحنيفية السمحاء) في شبه الجزيرة العربية، أي أن القضاء على مسلمة الحنفي كان قضاء على (الحنيفية السلمية) عند العرب.
لقد تم تصفية كافة أقطاب الحنيفية الأولى إما بالعزل الجبري كما في تجربة (أبي قيس بن الأسلت)، أو بالتشريد كما في تجربة (أبي عامر الراهب)، أو بالقتل كما في تجربة (مسلمة الحنفي).
انشطر بحثي إلى قسمين، أما القسم الأول فتم في مبحثين تخصص المبحث الأول في تأسيس قاعدة منهجية لقراءة الأخبار وكيفية استخلاص الحقيقة التاريخية منها، بينما جاء المبحث الثاني محاولة في قراءة الأرضية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمنطقة اليمامة ودورها وتأثيرها في شبه الجزيرة العربية.
أما القسم الثاني من البحث فقد جاء عبر تسعة مباحث تخصصت كلها في قراءة دور وفاعلية مسلمة الحنفي على الصعيد الثقافي الحنيفي في شبه الجزيرة العربية قبل دعوة محمد وأثناءها وبعدها، ثم ألحقت بها مبحثاً آخر خصصته لسجاح نبية بني تميم وزوجة مسلمة.
لا يوجد مراجعات