الإسلام والسلطوية والتأخر: مقارنة عالمية وتاريخية
لماذا تظھر الدول ذات الأغلبیة المسلمة مستویات عالیة من السلطویة ومستویات منخفضة من التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة بالمقارنة مع المتوسطات العالمیة؟ ینتقد أحمد ت. كورو التفسیرات التي تشیر إلى الإسلام بصفتھ سبب ھذا التفاوت، لأن المسلمین كانوا أكثر تطورا من الناحیة الفلسفیة والاجتماعیة والاقتصادیة من الأوروبیین الغربیین بین القرنین التاسع والثاني عشر. ولم یكن الاستعمار الغربي كذلك ھو السبب. لقد كان المسلمون یعانون بالفعل من مشكلات سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة قبل بدء الاستعمار. یجادل كورو بأن المسلمین قد أخرجوا مفكرین وتجار عظام في تاریخھم المبكر حین كان التشدد الدیني والحكم العسكري سائدین في أوروبا. ومع ذلك، في القرن الحادي عشر، بدأ تحالف العلماء المسلمین أصحاب المذھب السني السائد مع الدول العسكریة في الظھور. وعرقل ھذا التحالف تدریجیا الإبداع الفكري والاقتصادي بتھمیشھ لطبقات المثقفین والبرجوازیین في العالم الإسلامي. ھذه الدراسة الھامة تربط تفسیرھا التاریخي بالسیاسة المعاصرة من خلال إظھار أنھ حتى یومنا ھذا، لا یزال تحالف العلماء والدولة یمنع الإبداع والمنافسة في البلدان الإسلامیة.
أحمد ت. كورو أستاذ العلوم السیاسیة ومدیر مركز الدراسات الإسلامیة والعربیة بجامعة سان دییغو الحكومیة. وھو مؤلف كتاب العلمانیة وسیاسات الدولة تجاه الدین: الولایات المتحدة، فرنسا، تركیا الحائز على جائزة جمعیة الدراسة العلمیة للدین والذي ترجمتھ أیضا الشبكة العربیة للأبحاث. كما حاز كتابھ الجدید الإسلام والسلطویة والتأخر: مقارنة عالمیة وتاریخیة على جائزة الكتاب في التاریخ والسیاسات العالمیة من الجمعیة الأمریكیة للعلوم السیاسیة. وحرر كورو بالاشتراك )مع ألفرید ستیبان( كتاب الدیمقراطیة والإسلام والعلمانیة في تركیا. وقد ترجمت أعمالھ إلى الإندونیسیة والبوسنیة والصینیة والفرنسیة والتركیة.
لا يوجد مراجعات