في حقائق الوجود
إن ممارسة الفلسفة اليوم، هي محاولة التحرر من سيطرة سلطة المعرفة الجامدة، المتمثلة في المدارس والجامعات والكنائس والجوامع والقوالب الجامدة التي تفكر بها ومن خلالها. وفي هذا الكتاب دعوة لقراءة الأدب الإغريقي، وللتحرر الفكري على نمط الفلاسفة الأوائل.
وقد تعرض محمود يوسف خضر لتاريخ الفلسفة الإغريقية فقط، لأنهم أسسوا أنساقاً فلسفية تبدو خطاً كبيراً لللأجيال اللاحقة، ولكنها بدايات الوعي الإنساني المؤسس على التفكير العلمي بعيداً عن الحكمة ومنفصلاً عن الخرافة. كما أنه لا يمكن فهم الحضارة الأوروبية دون معرفة الحضارة الإغريقية، التي تشكل الفلسفة اليونانية عمودها الفقري. وقد جاء موضوع الكتاب ضمن ثلاثة أقسام. يحاول كتاب "في حقائق الوجود" تبسيط غوامض الفلسفة اليونانية حتى يقربها إلى الأذهان. وقد تبدو مهمة التبسيط سهلة، لكنها غير ذلك في أمور الفكر الفلسفي، فهي تقتضي جهداً غير يسير، وثقافة موسوعية بغير حدود، أدت به إلى الإيمان بأنه من العبث أن يبحث الناس في هذه الحياة عن حقيقة مطلقة، إنما يجب أن يبحثوا عن معرفة عقلية نسبية هي كل نصيبهم في الحياة، فالحقيقة لا تأتي إلا عن طريق الإلهام.
د. ثروت عطاشة
لا يوجد مراجعات