بابت
يبدو جورج بابت، سمسار عقارات عمله مزدهر، ورجل ناحج اجتماعياً. لديه كل ما يتمنّاه المرء: صحة، وعائلة، وعمل مربح في مدينة تنمو بسرعة في الغرب الأوسط الأمريكي.
يعاني بابت من أرق ناتج عن تزعزع رضاه عن نفسه بسبب الحياة المحدودة التي يعيشها. وتدفعه أزمة شخصيّة إلى إعادة النظر في قيمه فيثور على العادات الاجتماعية ويعرّض سمعته ومكانته الاجتماعية وحياته الزوجيّة للخطر.
تعتبر "بابت" أفضل رواية للويس، وقد خلقت هذه السخرية من المشهد الاجتماعي الأمريكي ضجة كبيرة عند ناشرها عام 1922. فقد أصبح إسم بابت مرادفاً لرضى الطبقة الوسطى عن ذاتها.
شعور بابت بالضيق ومحدودية وجوده كشفا التصوّر الخادع عن النجاح. وتعكس قصّته طبيعة هذا المجتمع الملتزم بتقاليد وأعراف تعلي من شأن الحفاظ على الثروة والمكانة الاجتماعية إلى حدّ يودّي بالأفراد إلى أن يفقدوا أنفسهم.
بابت من أهم الأعمال التي تصوّر صراع البشر مع آلة الحياة الحديثة في القرن العشرين. رواية ممتعة، تقدّم صورة قوية عن تقاليد وأعراف المجتمع الحديث الذي يعتبر أنّ النجاح هو تكديس الثروة والخضوع للتقاليد التي يفرضها نظام اجتماعي يقصي كل من يتمرّد عليه.
والجدير بالذكر أن المسرحي والروائي الأمريكي سينكلير لويس كان أول أمريكي يفوز بجائزة نوبل للآداب عن عام 1930، كما فاز في عام 1926 بجائزة بوليتزر عن روايته "أروسميث" لكنه رفضها.
لا يوجد مراجعات