عشيقات نيتشه
في هذا الكتاب، لن نهتم بفكر فريدريك نيتشه الذي كان موضوعاً للعديد من الكتب، التي ألّفت من قبل فلاسفة مرموقين مثل ياسبرز، هيدغر أو فوكو. ولن نسرد أيضاً حياته بأكملها، ما دامت هناك سيرة ذاتية لا مثيل لها من إنجاز بول جانز كورت. سوف نهتم بموضوع مختلف جدّاً، قد يفيد الجمهور الذي لا يعرف فلسفة نيتشه، في إقامة اتصال أوّلي بها: غراميات نيتشه. ولا يخفى أنَّ نيتشه في كتاباته يعلن بوضوح، كراهيته للمرأة في كل المناسبات التي تحدّث عنها، فهو يقول على سبيل المثال: "الإنسان الحقيقي يحب شيئين: الخطر واللعب، لذلك فهو يحب المرأة: أخطر الألعاب" (هكذا تكلّم زرادشت). من البديهي أنَّ هذا الموقف، على الرغم من أنَّه غير قابل للتبرير، قد يكون وراءه دافع ما، وأنَّ هذا الأخير ينبغي أن يكون متجذّراً في حياة نيتشه. يقول شارفتاين في كتابه: "الفلاسفة وحياتهم"، بأنَّ النساء يمثّلن مشكلة خاصة بالنسبة لنيتشه، لأنَّه كان أكثر ارتباطاً بهن، وأكثر استياءً من علاقته بأمّه وأخته. لنتناول إذاً غراميات فريدريك نيتشه، الطفل المرعب، المسيح الدجّال، الرجل الذي كانت فلسفته ضرباً بالمطرقة.
لا يوجد مراجعات