لماذا يجب أن تكون روائيا؟
لا يتقيّد الروائيّ الرحّالة بصور الأمكنة والأوصاف الخارجيّة، تراه يتعمّق في تشريح التركيبة الداخليّة للشخصيّات، ويكون في تشريحه كالعالم الذي يقوم بتجربة علميّة ليأخذ منها الدروس والعبر والنتائج، مع ملاحظة أنّ الخوض في إجراء تجارب متخيّلة على الأنفس والدواخل لا يأتي بالنتيجة نفسها كلّ مرّة، بل هناك مفاجآت تربض لمرتاد الأعماق في تحليلاته وتأويلاته، وهنا تدور الرواية في رحلتها الدائبة في النفس مرّة تلو أخرى متحرّية عن المستجدّ الذي يكون بدوره صدى للمبتكر في عالمه الخارجيّ أو صورة من زاوية غير مرئيّة له.