الأرمن والدولة العثمانية
صور واضحة استعرضتها الكاتبة في هذا الكتاب، تبيّن فيها الأسباب العنصرية والدينية والإجتماعية والسياسية التي أدّت إلى قيام السلطات الحاكمة المتوالية باضطهاد الأرمن وتهجيرهم من ديارهم وإبادتهم.
على سبيل المثال، ما حصل عام 451 م حيث أبادت الدولة الفارسية الساسانية، وبمعاونة بعض الأرمن الخونة، ما يقارب 1036 شهيداً بسبب رفض الأرمن أن يتحوّلوا إلى الجنس الإيراني. وأن يدينوا بالمزدكية بدل المسيحية. وقد حرص الأرمن حتى الآن على تدوين أسماء بعض هؤلاء الشهداء في كتبهم وعلى جدران كنائسهم.
أما القسم الثاني من هذا الكتاب فقد تناولت فيه الكاتبة وبوصف دقيق تلك المجازر التي قام بها العثمانيون بعد هزيمتهم أمام الروس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وبعدما رفض منح الدول البلقانية ومنها أرمينيا الاستقلال ضمن الإصلاحات التي فرضت عليه في مؤتمر «سان استيفانوس» بقوله المشهور: “إنني أفضّل الموت على أن أفعل هذه الإصلاحات التي ستقود شرق الأناضول إلى الانفصال”.
وثانياً، عرضت الكاتبة تلك المجازر البشعة التي تقشعرّ لها الأبدان بعد الهزيمة التركية في الحرب العالمية الأولى عام 1915 على يد أفراد حكومة عنصرية هي حكومة «تركيا الفتاة» التي تكره كل من هو غير تركي من عرب وأرمن وغيرهم من الشعوب غير التركية، التي كانت خاضعة لهذه الامبراطورية العثمانية.
لم تكتفِ الكاتبة في وصف هذه المجازر في هذا الكتاب، إنما تناولت أيضاً مواقف الدول العظمى من الشعب الأرمني ومعاناته كألمانيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي ندّدت بهذه المجازر واعتبرتها جريمة كبرى. أما العرب فقد فتحوا أبواب دولهم لاستقبال الناجين من الأرمن، ومنها العراق وسورية ولبنان.
يعدّ هذا الكتاب الصادر حديثاً عن «دار النهضة العربية» ـ بيروت، ومصدراً مهمّاً لمن يرغب في الاطلاع على معاناة الأرمن. (البناء).
لا يوجد مراجعات