موسم الهجرة إلى الشمال
موسم الهجرة إلى الشمال هي من الروايات المؤسسة للأدب العربي الحديث كما نعرفه الآن، لا يمكن تصور قائمة بأفضل الأعمال الأدبية العربية تخلو منها، وهي بالفعل من أهم مئة عمل روائي عربي. تنظر الرواية في الاختلافات بين الشمال والجنوب من نواحي مختلفة بطريقة ليست فقط ابداعية وإنما غير معتادة وجريئة. وهي أشهر روايات الطيب صالح وأكثرها شعبية بين القراء منذ صدورها الأول في ١٩٦٦.
صدرت الرواية عن دار العين للنشر ضمن روايات عربية متميزة ومتنوعة.
من رواية موسم الهجرة إلى الشمال
عدت إلى أهلى يا سادتي بعد غيبة طويلة سبعة أعوام على وجه التحديد، كنت خلالها أتعلم في أوروبا. تعلمت الكثير وغاب عنى الكثير لكن تلك قصة أخرى.
المهم إننى عدت وبي شوق عظيم إلى أهلى في تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل، سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتني حقيقة قائما بينهم فرحوا بي وضحوا حولى ولم يمض وقت طويل حتى أحسست كأن ثلجا يذوب في دخيلتي فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس.
ذاك دفء الحياة في العشيرة فقدته زمانا في بلاد "تموت من البرد حياتها". تعودت أذناى أصواتهم وألفت عيناي أشكالهم من كثرة ما فكرت فيهم في الغيبة. قام بيني وبينهم شئ مثل الضباب، أول وهلة رأيتهم لكن الضباب راح.
مصطفى سعيد، بطل تلك الرواية أصبح خالدًا بخلود الرواية ومؤلفها، فأصبح صراعه الداخلي بين مسائل الهوية والوطنية والتوق للحرية رمزًا لكل قضايا الهوية التي يعيشها قارئ العمل.
اقتباسات كتاب موسم الهجرة إلى الشمال
نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، و لكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.
ياللغرابة، ياللسخرية، الإنسان لمجرد أنه خلق عند خط الاستواء، بعض المجانين يعتبرونه عبداً وبعضهم يعتبرونه إلهاً، أين الاعتدال؟ أين الاستواء؟
الجميع مثلنا تماما، يولدون ويموتون و في الرحلة من المهد الى اللحد يحلمون أحلامًا بعضها يصدق وبعضها يخيب، يخافون من المجهول وينشدون الحب ويبحثون عن الطمأنينة في الزوج و الولد. فيهم اقوياء وبينهم مستضعفون، بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق وبعضهم حرمته الحياة لكن الفروق تضيق واغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء.
لا يوجد مراجعات