فضيلة الأنانية
قد يُثير هذا عنوان الكتاب هذا تساؤلاً أسمعه بين الحين والآخر: "لماذا تستخدمين كلمة الأنانية للدلالة على الصفات الفاضلة في الشخصية، في حين تُثير هذه الكلمة مشاعر عدائية في الكثير من الأشخاص الذين لا تعني هذه الكلمة لهم ما تعنية؟"
في الإستخدام الشائع، تُعتبر كلمة "أنانية" مردافاً للشر، وتستحضر صورة قاتل غاشم قد يدوس على أكوام من الجثث للوصول إلى غايته، وغير مهتم لأي كائن حي آخر، سعياً لإشباع نزواته الطائشة فقط وفي أي لحظة، بينما المعنى الدقيق والتعريف في المعجم لكلمة أنانية هو: عناية الشخص بمصالح ذاته.
إذا كنت تتساءل عن الأسباب وراء عيش أغلب الناس في خليط بشع من التهكم والإحساس باإثم، فإليك الإجابة. التهكم: لأنهم لا يعيشون ولا يقبلون بأخلاق الإيثار، والإحساس بالإثم: لأنهم لا يجرؤون على رفضها.
لكي يستطيع الشخص أن يثور على شر مدمر، عليه أن يثور أولا على فرضيته الأساسية. لكي يسترد الشخص نفسه ويستعيض عن الأخطاء في الإنسانية والأخلاق، عليه أن يسترجع ويُحرر كلمة الأنانية ومفهومها.
لا يوجد مراجعات