مستحيل
"في تلك الليلة، وبينما كانت تمشي على الشاطئ عند مغيب الشمس حاولت إخراج ليام بقوة من عقلها، وجعلت فكرها يسرح بأمور أخرى مثل آرثر والولدين. وكانت تاتيانا تواعد شاباً بشكل جدي منذ شباط/فبراير، ووافقت ساشا عليه، أما كزافييه فكان يفكر بالانتقال للعيش مع المرأة التي يواعدها منذ الميلاد وشكل هذا تغييراً جذرياً في حياته. حان الوقت لذلك فقد بلغ السابعة والعشرين. للمرة الأولى التي شعرت ساشا بالطمأنينة والسلام بينما جلست تراقب الغروب، وكان الهواء بارداً قليلاً ولكن الشمس كانت ساطعة طيلة النهار. تمددت على الرمال تفكر بولديها وبالأوقات التي تشاركوها، والأعمال التي أنجزتها، والفترات السعيدة التي خطوا بها، واستأجرت مركباً آخر للصيف؛ ولكن أوقاتها الخاصة وذكرياتها كانت على الشاطئ، وعلق الكثير منها في ذهنها، وكانت أوقاتاً للتفكير وللامتنان على حياتها التي بدأت من جديد، وعرفت بأنه على الرغم من الخسائر التي تكبدتها، حظيت بالكثير من النعم وكانت ممتنة من أجلها كلها. أخذت تنظر إلى الشمس وهي تنزل في البحر، وتساءلت إن كانت سترى ذلك الوميض الأخضر عندما ترتطم الشمس بالأفق، إذ لطالما أحبت مشاهدته، وبينما تمددت هناك، تذوقت متعة اللحظة. لم تشأ أي شيء آخر عندئذ فكل ما أرادته تجلى أمامها في المشهد.. رأت الوميض الأخضر فابتسمت، فلقد كان هذا بمثابة وعد بحصول الأفضل ونذير خير. كانت أشعة الشمس الأخيرة أمام عينيها وبدا لها أن ما تراه حلماً أو خيالاً. لم تستطع تمييزه بوضوح ولكنها استطاعت تلقفه، علمت بأنها تتخيل الأمر، أو حتى تهلوس ثم سمعت صوته، إنه ليام واقفاً أمامها يدير ظهره إلى المغيب كما في الأفلام، أما هي فبقيت مكانها ممدة على الرمال تحدق فيه بصمت".
تعيد دانيال تسيل القارئ ومن خلال قصتها هذه إلى عوالم رومانسية شفافة. تروي الكاتبة قصة ساشا بطلتها المحورية التي تمر بتجارب مريرة بدءاً من فقد أمها المفاجئ ثم أبيها ثم... وآخرها قصة حبها مع ليام والتي بدت مستحيلة، تمضي الكاتب في سردياتها بأسلوبها المغرق بالبساطة وبلغتها العفوية لتشكل بذلك مناخاً يستشعر القارئ ماضياً في متابعة أحداث قصة حب ساشا المستحيلة بشغف إلى النهاية.
لا يوجد مراجعات