الاسلام بين الأمس والغد
كيف ننظر إلى إسلام الأمس؟ أو بالأحرى كيف ننظر إلى التاريخ الإسلامي، وأحدثه المتشعبة و"الملل والنحل" التي ظهرت في تاريخه وعلى هامشه؟ هل هناك إسلام واحد أحد -ولا ننسى أننا في التاريخ- أم أن الإسلام متعدد بتعدد الشعوب والقارات والقوميات والملل؟ ثم ما هو المسار الذي اتخذه الإسلام وما هي أسرار لحظات العظمة والتدهور في هذا المسار الذي قطعه خلال أربعة عشر قرناً؟
من خلال هذه الأسئلة وغيرها يتناول المستشرق الفرنسي الكبير لوي غارديه تاريخ الإسلام متابعاً المدرسة الفرنسية في الاستشراق التي وضع أسسها لوي ماسينيون والتي دأبت على الدمج بين المبحث اللاهوتي والمبحث التاريخي.
لكن بين إسلام الأمس، وإسلام الغد، بين إسلام الماضي، وإسلام المستقبل، هناك فضاء رحب من الأسئلة والإشكالات التي يثيرها واقع مأزوم وموزع بين الموروث التقليدي وبين التطلع إلى نمط من الحياة والفكر خارج إطار هذا الموروث.
في هذا الفضاء، الذي هو حاضر الإسلام والمسلمين في علاقته مع ماضيه ومع الثقافة الغربية، يتحرك محمد أركون طارحاً الأسئلة الأكثر جرأة على الإسلام المعاصر، وهي أسئلة تتعلق بالمسار والمصير.
هل هناك إمكانية لإنشاء خطاب إسلامي قادر على التعبير عن التجربة التاريخية للمسلمين؟ وما هي الأدوات العلمية لمقاربة هذه التجربة؟ ثم ما هو مصير الإسلام في عالم اليوم؟ وما التحولات التي طرأت عليه تحت ضغط العصرية والحداثة؟ وأخيراً وليس أخراً، ما هي المساهمة اليت يمكن أن يقدمها الإسلام -كدين وثقافة- في العصر الذي نعيشه الآن؟
لا يوجد مراجعات