سوبر نميمة
" سوبر نميمة " تروي جوانب في سيرة مؤلف " مصائر ... كونشرتو الهولوكوست والنكبة " الرواية الفائزة بـ " الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بـ " البوكر العربية " ، في دورتها التاسعة للعام 2016 م . والكاتب هنا يروي سيرة روايته مستخدماً بعض تقنياتها ، بسرد يتجول في عالم الجوائز الأدبية العربية انطلاقاً من تجربته مع البوكر العربية : وصول روايته " السيدة من تل أبيب " إلى القائمة القصيرة للجائزة سنة 2010 ، وفوزه بالجائزة في العام 2016 م .
قدم الكاتب ربعي المذهون لعمله هذا بـ " تنويه " يشكل مفتاحاً لقراءة الكتاب : " تنطوي هذه السرديات على حوارات ومواقف شخصية ، اطلع عليها أصحابها ووافقوا عليها ، أو أبدوا ملاحظات جرى الأخذ بها كاملة قبل النشر ، وعلى فقرات قدّمت كمساهمات في مناقشة ظاهرة العنف اللفظي والرمزي الآخذة في الإنتشار في الأوساط الثقافية العربية ، يستحق أصحابها أكثر من الشكر والتقدير . بالإضافة إلى اقتباسات وُثّقت وثُبّتت مصادرها حفظاً لحقوق أصحابها . وقد جرى توليف كل ما سبق داخل فضاء سيري ذاتي ، يلغي الحدود والمسافات بين الحقيقي والمتخيّل " .
وفي داخل هذا الفضاء السير - ذاتي يلتقي الكاتب شخصيات روايته " مصائر ... " الحقيقية والمتخيلة ، ونقادها ، وبعض قرائها ، كما يزور مستشفى متخيلاً للأمراض الأدبية ، مستعيراً فكرة حملها عنوان مقال الروائي الجزائري واسيني الأعرج نشر في صحيفة " القدس العربي " ، كما يواجه " تهمة موالاة إسرائيل " لكاتب فلسطيني " بلا إحساس بالمسؤولية ، أو رادع أخلاقي ، في تصريح علني لصحيفة مغاربية ، يقول فيه حرفياً " إن المدهون منحاز لإسرائيل انحيازاً كاملاً " ويعقب المدهون بالقول : " نعم ، صُدمت ، إذ التقيت خلال متابعتي لردود الفعل على " مصائر " وعلى فوزها بالبوكر ، بوسط ثقافي وساحة يتجول فيها كتّاب فلسطينيون يحترفون تشويه سمعة أبناء شعبهم ، وقتل فرحه ، وباسمه أيضاً ... " ، فارق واحد يفصل بين انتقادات الغرب لجوائزه والعرب لجوائزهم هو أن الناس تقرأ فعلاً ، ولا تدين لعقلية النقل ، تستمتع بالنميمة فيما بينها ، لكنها لا تستشهد بها أو تجعلها مصدراً موثوقاً في تقييماتها ، ولكن ماذا يفعل الكاتب العربي في بلادٍ يحاسب فيها على مواقف شخصياته الروائية أو كونه يستحق جائزة ؟