الاقتصاد السياسي البرجوازي

يرى مؤلفا هذا الكتاب بأن التحليل العلمي لكل تراث ماركس الاقتصادي يساعد القارئ على الاهتداء في دراسته لهذه المادة الواسعة جداً. لذا قد وضعا أمامهما مهمة تتلخص في إعطاء تحليل، ولو تقريبي، لكل التراث الاقتصادي لماركس من الناحيتين التاريخية والمنطقية، وكشف الصلة العضوية بين أعمال ماركس والعصر الراهن. وقد ارتكز في عملهما على الأبحاث الماركسية العديدة في هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن الكتاب لا يحتوي على نقاش تفصيلي مع مختلف نقاد الماركسية لكنه يحتوي على مادة تسمح بإعطاء دحض مقنع جملة من النظرات البرجوازية والتحريفية المنتشرة، المبنية على التفسير المشوه لنظرية ماركس الاقتصادية وبشكل عام تتبع المؤلفاني هذا الكتاب بالخطوط العامة، صلة النظرية الاقتصادية الماركسية بالفهم المادي للتاريخ وبنظرية الشيوعية العلمية، كما ووليا اهتماماً للمختبر الإبداعي لماركس، وبهذا الصدد، درسا في الكتاب التناسب بين البحث والعرض، التفريق بين المحتوى المادي والشكل الاجتماعي للعمليات الاقتصادية، أهمية نقد الاقتصاد السياسي البرجوازي للبناء النظرية الاقتصادية الماركسية، كما وبينا أن بحث القانون الاقتصادي لحركة المجتمع البرجوازي يعتبر مطلباً موضوعياً لطريقة البحث الاقتصادي عند ماركس، يفرض الخروج عن أطر تحليل الرأسمالية بالنسبة لبحث التشكيلات ما قبل الرأسمالية وبالنسبة للتنبؤ العلمي بالاقتصاد الشيوعي، ودرس المؤلفان أيضاً، المعايير الهامة، التي استخدمها ماركس في بناء النظرية الاقتصادية، وبعض الجوانب المميزة لطريقة التجريد العلمي، التي استعملها، هذه الجوانب التي تفترض ضرورة تشخيص النظرية الاقتصادية كمرحلة أولية لاستخدامها في تفسير الواقع، كما وتوضح الأهمية المنهجية للمادية التاريخية.