نقوش على الماء
ماذا بعد؟ لا يكفي اقتلاع الكابوس الجاثم على صدر الوطن حتى تشرق شمس العدل وتهبّ نسائم الحرية. ما أكثر ثورات العرب والمسلمين التي أطاحت بدول وجاءت بدول، ولكن لا الظلم باد ولا العدل ساد. لا قيمة ولا معنى لثورة تستبدل الاستبداد باستبداد والجلاد بجلاد. الثورة على الطاغية تستلزم سلفاً الثورة على الأفكار القائمة والمفاهيم السائدة. لا يزال الفكر الأسطوري والجمود العقلي يهيمنان على الساحة منذ إخماد شعلة "جماعة المعتزلة" وتنامي فكر أبي حامد الغزالي النصي والمماليء للسلطة. لا يزال العقل العربي يبرر الخنوع، وينفر من التفاصيل، ويجتر الماضي، ويهاب التجديد. لن تكون هناك ثورة حقيقية ما لم يتم تثوير العقل وتحريره من أغلاله. ولن تفلح ثورات العرب ما لم تسمو الحرية الفردية، وتنمو الحركة الفكرية. هل نفعل؟ لا أظن، ولكن لا أملك إلا أن اتمنى.
لا يوجد مراجعات