هذه ليست قبعتي
سمكة صغيرة جدًا تسرق قبعة من سمكة كبيرة جدًا، لأن القبعة المسروقة، من وجهة نظرها، تناسبها أكثر، ورغم أنها تصرُّ أن تصرُّفها صحيح، إلا أنها مع ذلك تسارع للاختباء. على امتداد هذه الحكاية، نرى الحوار الدَّاخلي للسمكة السارقة في رحلة هربها من العقاب، فهل ستنجو؟
مثل عادته، يبرع جون كالسن في إضاءة لحظات التناقض بين الواقع وبين قراءتنا له، أو بين الحقيقة وأوهامنا عنها. إنها حكاية شديدة الذكاء، والطرافة، عن حدود الصَّواب والخطأ، وملاءمة الجرم مع العقوبة، وعن شخصية واقعة في ورطة حقيقية دون أن تعرف ذلك.
مثل كثيرٍ من أعماله، يلجأ كالسن إلى النهايات المفتوحة، وهو يبرع في رفع توتِّر قارئه، الطفل والكبير على حدِّ سواء، وحكاياته تمزج بين الدراما والفكاهة، ينقلب فيها التعاطف من الجاني إلى المجني عليهِ وبالعكس. إنها حكاية ممتازة، ومدخل ميسَّر، لنقاشٍ حيوي عن الأمانة والصدق، والحيلة والذكاء، والحماقة أيضًا.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات