ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي
القصة القصيرة، عادة، لا تتسع لرسم شخصية كاملة أو عدة شخصيات كاملة من جميع جوانبها، ولا تتسع كذلك للحوادث الكثيرة ولا للحادثة الواحدة التي لا تتم إلا مع التشعب والاستيفاء والإحاطة بأحوال جملة من الناس في مختلف المواقف والأحوال، ولكنها قد تعطينا لونًا من ألوان الشخصية، كما تتمثل في موقف من المواقف فنفهمها الإيحاء والاستنتاج، وقد تعرض لنا موضعًا نفسيًا أو موضعًا اجتماعيًا، ينفرد بنظرة عابرة.
من هنا كانت القصة القصيرة لونًا من الكتابة مناسبًا كل المناسبة للأدب الأمريكي منذ استقل هذا الأدب بأقلامه وموضوعاته، وعرف له رسالة قائمة بذاتها غير المحاكاة والتقليد.
وسيرى القارئ في مجموعة القصص التي يضمها هذا الكتاب مذاهب المؤلفين في اختيار المواقف خلال القرن الأخير. ولقد توخى الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد في اختيارها أن تشتمل على مثال من كتابة كل أديب معروف، كما أنه كتب أمام كل قصة ملخصًا لسيرة مؤلفها ونقدًا أدبيًا قيمًا له.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات