عبقرية المسيح
أسلوبِه المُتقَنِ ولُغتِه الأدبيةِ الأخَّاذةِ، يَسردُ علينا "العقادُ" أُسسَ دعوَى المَسيح عليهِ السلامُ، وما أضافَه إلى شَريعةِ الأوَّلينَ، وهِي شريعةُ الحُبِّ والضميرِ؛ المَسيحُ الذي لا يُعامِلُ الناسَ بالصُّكوكِ والشُّهودِ والشّروطِ، لكنّه يفعلُ ما يُطلَبُ منه ويزيدُ عليهِ، وهو مُستريحٌ إلى العطاءِ غَير متطلِّعٍ الى الجزاءِ.
يتطرَّقُ الكتابُ إلى الناحيةِ الدَّعَويةِ والرُّوحيةِ والإنسانيةِ في حياةِ "المَسيحِ"، وإلى كافةِ الفلسفاتِ والدِّياناتِ والمذاهبِ التي سادَت في زمانِه، وكيفَ تعامَل معها خِلالَ رحلةِ حياتِه، ناهِيكَ عن عبقريّتِه وأُسلوبِه وبلاغتِه في توصيلِ الرِّسالةِ المرجوَّةِ، وتأديةِ الدَّورِ المطلوبِ منه بأمرٍ من ربِّه الذي حمَاهُ وحفِظَهُ.
إنّه "عبّاس محمود العقاد" الكاتبُ والشاعرُ والأديبُ والصحافيُّ الذي أضافَ للثقافةِ العربيةِ والمكتبةِ العربية فِكْرًا وبحْثًا مميزًا، وأثْرَى الكتاباتِ العربية بكتُبٍ في الأدبِ والثقافةِ والفِكْر والفلسفةِ، دخَل معاركَ ثقافية عدَّة مع كبارِ المُثقفين والكُتّاب العرب؛ بحثًا عن الحقيقةِ وطلبًا للارتقاء بالكلمةِ، دافَعَ عن الحقِّ، ووقَف في صفِّ الشعبِ المِصري كنائبٍ منتخَبٍ في مجلسِ الأُمّة المِصري، تمَّ اعتقالُهُ ومضايقتُه ومحاربتُه، وظلّ مخلصًا للكلمةِ وللفِكْر والثقافةِ العربية. كتَب وألَّف ما يقرُبُ من مائةِ كتابٍ ومخطوطةٍ، توفِّيَ عام 1964 عن عُمر يُناهزُ74 عامًا.
وتُعد "العبقرياتُ"، من أعظمِ ما كتَب "عباس محمود العقاد" في سيرةِ الأنبياءِ والعُظماء، وتكمُن روعتهَا في دراسةِ التكوين النفسيِّ والإنسانيِّ للشخصيةِ، وشرح كامل للعواملِ والظروفِ البيئية، فـ"العبقرياتُ" عملٌ فريدٌ ومُمتعٌ يجعلك تُعايشُ حياةَ الشخصيةِ، وتتعرَّف على عظَمةِ التفكيرِ والصفاتِ الإنسانيةِ عن قُربٍ.
لا يوجد مراجعات