العلاقات الخارجية لدولة اليعاربة في عمان 1624 - 1747
كثيرة هي الدراسات والبحوث التي تناولت دولة اليعاربة في عمان بدءا من قيام سلالتهم مطلع الربع الأول من القرن السابع عشر، ومرورا بسلسلة الحروب التي خاضوها ضد البرتغاليين في عمان والخليج العربي والهند وشرق إفريقيا ووصولا الى بوادر انحلالها منذ قيام الحرب الأهلية في أواخر العقد الثاني من القرن الثامن عشر. إلا أن هذه الدراسات لم تفضّل القول في عرض خصوصية كل علاقة أقامتها الدولة اليعربية مع غيرها من القوى المتواجدة في المنطقة والوافدة اليها، فلم تعرضها عرضا واضحا ومتسلسلا، ولذا نجد التداخل يهيمن على عرضها طبيعة تلك العلاقات وقد حاولنا أن نسلط الضوء على كل علاقة من تلك العلاقات على حدة، مستعرضين أهم ملامحها. فمن المعلوم أن دولة اليعاربة هي التي استطاعت توحيد عمان بعد فترة تقارب قرنين ونصف من الزمن عاشتها في ظل صراع داخلي، أوهن كيانها مما سهل على الغزاة البرتغاليين فرض سيطرتهم على أهم موانئها بالمقابل نظرت القوى المحلية والأوربية الى اليعاربة على أنهم قوة عربية ناشئة استطاعت بكل مقاييس البطولة رغم بساطة قوتها، أن تكسر شوكة البرتغاليين أقوى دولة استعمارية طالما احتكرت طرق التجارة والملاحة الدولية طوال القرن السادس عشر وجانب كبير من القرن السابع عشر، يساعدها في ذلك أسطولها الجبار المزود بالمدفعية الثقيلة. فحرصت تلك القوى على إيجاد علاقات ود واحترم مع اليعاربة، بعد ان أصبح أسطولهم البحري، يجوب الخليج العربي والمحيط الهندي، بحثا عن سفن الأعداء والتصدي لها.
لا يوجد مراجعات