حفنة من تراب
"إن موضوع بريندا بأكمله أمر سيء جداً"، قال ريجي سانت كلاود، وافق توني على رأيه، "إن والدتي منزعجة بطبيعة الحال، وأنا أيضاً منزعج، وليس لدي مانع من الإعتراف والقول بكل صراعة أني أعتقد أن بريندا تصرفت بحماقة وارتكبت خطأ كبيراً، وأستطيع أن أفهم تماماً إنزعاجك من الموضوع "أجل" قال توني، "ومع ذلك، ومع أخذ مشاعرك بنظر الإعتبار، فإني أعتقد أنك تتصرف بطريقة إنتقامية في الموضوع"، "إنني أفعل ما أرادت بريندا في أن أفعله".
يا صديقي العزيز، إنها لا تعرف ماذا تريد، لقد قابلت هذا الشاب يغير بالأمس، ولم يعجبني أبداً، ولم أحبه أبداً، هل أعجبك؟"... "لا أكاد أعرفه": "حسن"، أستطيع أن أؤكد لك أنني لم أحبه على الإطلاق، والآن فإنك ترمي بريندا بين ذراعيه... وأنا أسمي هذا التصرف إنتقامياً، بالطبع، في الوقت الحاضر، تفتقد بريندا أنها واقعة في حبه، ولكن الأمر لن يستمر، فلا يمكن أن تستمر العلاقة مع شخص مثل هذا البيغر، وستكون راغبة في العودة إليك خلال سنة، سوف ترى: "آلان يقول الشيء نفسه" "لقد أخبرت آلان، فأنا لا أريدها"، "هذا موقف إنتقامي": كلا ولكني لا أستطيع أن أشعر نحوها نفس الشعور"، "ولماذا يجب أن نشعر نحوها نفس الشعور؟ على المرء أن يتغير مع تقدمه في السن...
بالإضافة إلى ذلك، إستطرد ريجي "لا أظن انها غلطة بريندا وحدها"، "لم أكن أضع اللوم على أحد بالخصوص... خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، توصل توني إلى القناعة أن لا شيء يمكن أن يدهشه بعد الآن، "وهذا ما يفسر ما أريد قوله" واصل ريجي كلامه بثقة: "المسألة تتعلق بالنقود"، أنا أستطيع أن أفهم أن، بريندا، بعد موت طفلها - كانت في وضع نفسي سيء جداً، وأنها وافقت مبدئياً على تسوية من نوع ما"، "أجل سوف أخصص لها مبلغ خمسمئة باون سنوياً" "في الحقيقة، وكما ترى، فإني أعتقد أنك لا تملك أي حق في إستقلا كرمها، بهذه الطريقة كان تصرفاً غير لائق فيها حين تقلبت إقتراحك، وتعترف الآن أنها لم تكن بكامل وعيها عندما فعلت ذلك"، وما الذي تقترحه بريندا بدل ذلك؟...
في الحقيقة ناقشت المسألة مع المحامين، ومع أفراد العائلة وقررنا أن المبلغ يجب أن يرفع أن ألفي باوند"، "هذا مستحيل تماماً، ولا أستطيع دفع مثل هذا المبلغ"... "أنك تفقد الأمور بهذه الطريقة "قال ريجي"، "إنني لا أستطيع أن أفهم إصرارك على إتخاذ هذا الموقف"، "ليس هذا فقط، فإنني لا أصدق أن بريندا تتوقع، أو تريد مني أو أوافق على مثل هذه التسوية" "أو بالعكس، هذا ما وافقت عليه، يا عزيزتي، أؤكد لك ذلك... في الحقيقة هناك شيء آخر... لم أكن أعتزم أن أفعل، ولكني سأخبرك بكل شيء الآن، الحقيقة هي أن بيغر يقول أنه لا يستطيع أن يتزوج بريندا ما لم يكن لها ورد جديد"... قال توني: "إذن فإن إقتراحك في مضمونه وينتيجة هو أنني يجب أن بيع هيتون من أجل أن أشتري بيغر لبريندا"... هل لديك مانع أن اتصلت بها هاتفياً؟"... "لا مانع البتة"... "بريندا... لقد أخبرني ريجي بأنك سوف ترفعين دعوى للماطلبة بنفقة هل هذا صحيح؟"...
"توني... المحامون يقومون بكل شيء وليست هناك أي فائدة من الإتصال بي"... حسن، ذلك كل ما أردت معرفته "أعاد السماعة، وذهب إلى غرفة التدخين، فجأة توضحت أمامه أمور كثيرة كانت تحيره لفترة طويلة... عالم قوضي كامل تهاوى وتحطم... "لقد اتخذت قراري فيما سأفعل"... "لن تحصل بريندا على الطلاق... لن ترفعوا أي دعوى... سوف أسافر لمدة ستة أشهر...".
وهكذا مضى توني بعيداً عن لندن وهيتون تلك الثانية التي ضمت قصراً شهد حياة الزوجين بريندا وتوني... ولندن التي شهدت إبتعاد بريندا عن توني وإنغماسها في حياة منحرفة أدت إلى خطواتها الأولى على درب الإنفصال عن توني وتوني هذا الذي كان مثالياً أكثر من اللازم... وعند إنهيار آماله طفق يبحث عن مدينة جديدة... ليركب عباب البحر بهدف إكتشاف تلك المدينة ليقام له في حديقة قصره الذي آل إلى ريتشارد لاست، نصباً تذكارياً الذي كان عبارة عن كتلة من الضحى حفرت عليها الكلمات الآتية: انقوني لأسنان هيتون مكتشف... ولد في هيتون 1902، مات في البرازيل في 1934 فيصدق فيها القول: وراء كل رجل عظيم إمرأة.
لا يوجد مراجعات