يوليسيس - الجزء الثاني
"ملحمة القرن العشرين" هذه، كما سمّيت، في غاية الصعوبة، ومغاليقها مستغلقى لدرجة اليأس والإحباط وانقطاع النفس مرة بعد مرة. العزاء الوحيد أن القارىء الإنكليزي ليس أكثر خطأ.
لتكن هذه الرواية – الأعجوبة، امتحاناً لقدراتك على الصبر والجلد، ومحكاً لقابلية إصغائك الكامل وبكل الجوارح والحواس، إنها مثل مراقبة نمو نبتة. عملية بطيئة بلا شك، أي أنك لا تستطيع أن تقرأها دفعة واحدة أو بدفعات كبار فتصاب بالتخمة. لا مفر من التعامل مع هذه الرواية، على أنها مركبات أدوية، الإكثار منها يؤدي إلى عطبك. قراءة مقطع، التأمّل فيه، التمعّن في أبعاده، ثم إعادة قراءته مرات ومرات. لا يمكن الإنتقال إلى مقطع آخر من دون التأكد من هضم المقطع الأول وتمثّله، أي أن هذه الرواية تتطلب تغييراً أساسياً في العادات التي تعوّدناها في القراءة سابقاً. لا بد للقارىء الذي وطن نفسه على قراءتها من تخصيص وقت ينقطع فيه إليها انقطاعاً كاملاً، كما لا بد له من الإطلاع على أوديسة هوميروس، بالدرجة الأولى وعلى التوراة والإنجيل، وقصص “DUBLINERS” القصيرة لجيمس جويس نفسه.
لا يوجد مراجعات