من أجلك أنت ؛ تصويب الحياة الجنسية للمرأة
زينب المشاط
هل تشعرين أحياناً بأنك سوف تصبحين أسعد إذا استؤصل الجنس من علاقتك الحميمة تماماً؟ إذن فأنتِ لم تختبري ذروة النشوة الجنسية، أو أنك لا تعتقدين بأنك اختبرتها، أو ربما تكونين قد حصلت على نشوات جنسية من حين لآخر، أو حصلت على نشوة جنسية بالإثارة الذاتية فقط، وليس مع شريك، أو قد ترغبين معرفة المزيد حول نشاط الأنثى الجنسي وحول النشوة الجنسية.
إن كان الأمر كذلك فإنك قد تشعرين بأنك غير طبيعية فيما يتعلق بهذا الأمر، أو انكِ ناشزة أو لست كاملة كمرأة. أو قد تشعرين فقط بأنك فاقدة لشيء يتمتع به كل شخص آخر، جزء من الحياة تودين أن يكون جزءاً منك أيضاً. أو انكِ على الارجح تشعرين كما لو كنت واحدة من بضع نساء لديهن هذه المشكلة. ولكن الحقيقة هي انك بعيدة من أن تكوني وحيدة.
الكاتبة لوني بارباش تتحدث عن تصويب الطاقة الجنسية للمرأة في كتاب " من أجلكِ أنتِ " وتُقدم لقارئتها حلولاً لبعض المشكلات التي تواجه العديد من النساء في فهم طبيعتهن الجنسية، وفي طرق الوصول الى النشوة الجنسية.
وتذكر بارباش أن الاحصائيات الحديثة حول السلوك الجنسي اثبتت صحة انطباعاتها، فمن بين 1600 امرأة شملتهن هذه الدراسة التي قدمتها بارباش في هذا الكتاب تبين أن ربع هؤلاء النسوة اللواتي اعطين معلومات شاملة يعانين مشكلة الوصول الى النشوة الجنسية.
وبينت بارباش أن هذا الرقم كبير جداً، وأن مشكلة النساء غير المتزوجات والمطلقات والمنفصلات في الوصول الى النشوة أكبر بوجه عام من تلك النسوة المتزوجات.
فمنذ عهد قريب نظرت المعالجة السيكولوجية التقليدية إلى وجود مشكلة جنسية كعرض لمشكلة نفسية ضمنية أو كاضطراب عصبي وظيفي أنها تبنت الفكرة القائلة "بأن العلاج الوحيد الفعال للاختلال المتعلق بالنشوة الجنسية هو المعالجة النفسية، لأن الحالة هنا هي حالة نفسية. وأن الاعاقة الجنسية ببساطة هي تجليات لخلل وظيفي وعاطفي اعمق".
وكنتيجة لهذا المنظور قلقت العديد من النساء واضطررن إلى انفاق الكثير من المال للأطباء النفسانيين من دون حصول أي تغيير في الاستجابة الجنسية.
طور الطبيب ويليام ماسترز والطبيبة فيرجينيا جونسون برنامجاً للمعالجة صمم للأزواج الذين يعانون مشاكل جنسية. وعملت بارباش في جامعة كاليفورنيا بصفتها معالجة للازواج استناداً إلى تقنية ماسترز وجونسون. في هذا الشكل من المعالجة تجري معالجة المرأة التي لا تحصل على النشوة الجنسية مع شريكها.
وهنا تذكر بارباش "تدريجياً بدأنا ندرك أن معالجة الزوجين ليست مكلفة جداً فقط، بل أن طبيعة المعالجة كانت غير متاحة للعديد من الناس الذين يحتاجون المساعدة، لذا اقتصرت المعالجة فقط على أولئك النساء اللواتي لديهن شركاء جنسيون ثابتون، وعلى النساء اللواتي يرغب شركاؤهن في حضور الجلسات التعليمية. وقد عنى ذلك استبعاد العديد من النساء اللواتي يرغبن ويحتجن للمساعدة – نساء لا يرغب شركاؤهن بالمشاركة في المعالجة المنهجية، وعائلات لا تستطيع تحمل دفع قيمة المعالجة الباهظة، ونساء ليس لديهن شريك ثابت ونساء شاذات أو نساء لديهن جملة من الاسباب تمنعهن من زج شركائهن في المشكلة.
تشير الكاتبة من خلال كتابها إلى انها بدأت بجلسات متعددة من اجل توفير المساعدة الاكبر لعدد من النساء بغض النظر عن طبيعة علاقاتهن الحميمية، وقد استعانت بارباش بعدد من المختصين بهذا المجال، واسست مجموعات من النساء مستعينين بعدد من التقنيات العلاجية، وسميت هذه المجموعات بـ " مجموعات نساء ما قبل النشوة الجنسية".
هذه المجاميع خضعت لعشرات من الجلسات مدة كل جلسة ساعة ونصف، وتوزع هذه الجلسات على خمسة اسابيع وثمة مشرفات تدير هذه المجاميع، وتلفت بارباش أن أغلب كاتبات هذا الكتاب هنّ من النساء اللاتي شاركن بهذه الجلسات والتي ستكون تجاربهن محور هذا الكتاب.
أن هدف الكاتبة من هذا الكتاب هو ابراز ما تعلمته من المجموعات التي اسست لها من اجل المعالجة، متحدثة فيه عن نوازع الانثى الجنسية آملةً في أن يسهم هذا الكتاب في تحقيق ذات الاهداف التي جققتها النساء في مجموعة المعالجة. كما أن المعلومات التي يحتويها وثيقة الصلة بالنساء والرجال الذين يعانون مشاكل تتعلق بالنشوة الجنسية والذين يريدون توسيع وعيهم الجنسي.
وتلفت الكاتبة أنها لم تضع القارئ في قالب معين لأن ليست ثمة طريقة صحيحة او خاطئة طبيعية او غير طبيعية لتحفيز الجسد جنسياً، وأن هدف هذا الكتاب هو تشجيع المرأة على اكتشاف نفسها لكي تكتشف استجابتها الجنسية الفريدة بالسرعة الخاصة بها، وابقت الكاتبة اهدافها في الذهن وهو توفير المعلومات التي تساعدها شخصيا كما تساعد القارئة على اسداء النصح للاخريات.
وهنا تذكر الكاتبة ان احدى النساء اللاتي خضعن الى تجربة العلاج ضمن المجموعة وهي امرأة قسيس قد اسرت لها بأنها اقتربت من المجموعة بفزع خشية ان تغدو معتقداتها الدينية موضع تساؤل وسخرية من افراد المجموعة، ولكن بعد انتهاء الدورة كانت فرحة إذ حلت مشكلتها الجنسية من دون تحد ومن دون المس بتوجهها الديني لذا فأن من الممكن تماما أن تغيري استجابتك الجنسية من دون المس بقيمك.
لا يوجد مراجعات