لا فتى إلا علي
يمضي بنا الكاتب في مشروعه العرفانيّ إلى القرن الأوَّل للهجرة، من خلال معمارٍ روائيٍّ جديدٍ مع شخصيَّةٍ محوريَّةٍ كُبرى. تنطلق الرواية بحدث ولادة عليّ بن أبي طالب في جوف الكعبة، ثم كفالة الرسول له، وتعلّمه للحكمة النبويَّة، فيشبَّ الفتى على أخلاق الفُتُوَّة. تزوَّج بعد الهجرة فاطمةَ الزهراء ورُزق منها بالحسن والحسين. عاش حزنًا عظيمًا إثر وفاة الرسول وفاطمة من بعده، وانتصب يعلِّم ويُفْتي ويَقضي في أمورٍ اعتاصت على الناس، فتحقَّقَ فيه أنَّه باب مدينة العلم. عايش الخلافة الراشدة ثم تولَّى مسؤوليَّتها في ظروف الفتنة الكبرى.
بعيدًا عن الخلافات المذهبيَّة والاصطفافات الطائفيَّة والسياسيَّة، تقرِّبُ هذه الرواية القارئ من الإمام عليّ كإنسان، وتُجيب عن تساؤلاتٍ كثيرةٍ ما فتئ الناس يطرحونها حوله، ولماذا اختصّ بهذه المكانة الاستثنائيَّة في تاريخ الإسلام، ولِـمَ آلَ إليه ميراث الحكمة والفُتُوَّة، ولِـمَ حرص المسلمون عبر الأزمان على اتِّصال أسانيد النسب النبويّ والولاية الروحيَّة به، وكم هو ضروريٌّ اليوم أن يُنْصَفَ هذا الرجل العظيم، وأن يصطلحوا حوله.
لا يوجد مراجعات