نوافذ للبوح والحنين
كتاب قصصيّ ممتعٌ وآسِر، يُمكن أن نعدّه سرداً استئنافيًّا ينطلق من شخصيات الثلاثية الروائية التي أنجزها محمود شقير منذ سنوات غير بعيدة، ومن أجواء بعض القصص الساخرة ذات التوجّه العالمي التي ظهرت في بعض مجموعاته منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين. ينطلق المؤلّف من جملة الشخصيات والأحوال المتخيلة والواقعية التي لامستها الثلاثية، في صورة من صور (الميتاسرد) التي تُتيح للكتابة أن تتأمّل نفسها وتُراجع وقائعها وأساليبها، وتتساءل داخل نسيجها السردي نفسه عن علاقتها المتأرجحة بين المؤلف الضمني والمؤلف الحقيقي، وأثناء ذلك تلوّح بإمكانية أن تندرج فيها بعض فصول السيرة الذاتية، بعد أن يصيبها ما يصيبها من تعديلات وتحويرات تسمح بها الطبيعة التخييلية للكاتب، بعيداً عن حدود السيرة الذاتية الصريحة.. تقترب درجات ممّا يسمّى “التخييل الذاتي” دون أن تعلن انتماءها إليه صراحة، مبشّرة بصور جديدة من تعقيد العلاقة بين الواقع والمتخيل، وبين السيرة الذاتية الحقيقية والكتابة السردية المُخترعة.
لا يوجد مراجعات