الحلاج: شهيد التصوف الاسلامي
يعد (الحسين بن منصور الحلاج) من أهم الشخوص المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، فلهذا الرجل أخبارٌ في كتب التاريخ متضاربة إلى حدٍّ كبير، فقد رمى به المناوئون شتى ضروب التهم؛ كادعاء الربوبية والهرطقة والكفر والسحر والشعوذة، وذاع صيته في التاريخ، إلا أن لويس ماسنيون (الباحث الفرنسي) أعاده إلى الواجهة كمتصوفٍ عظيم، ورجل وُلد في زمانٍ غير زمانه، ولم يكن أحدٌ قادرًا على استيعاب فلسفته الدينية والدنيوية، وكشف لنا عن شاعرٍ فحل، اعتلى جواد الشعر العربي، وقال ما لم يقله شاعرٌ آخر.. ثم تبع (ماسنيون) العديد من الباحثين العرب، على رأسهم؛ الدكتور (كامل الشيبي) من العراق، الذي وضع أول تحقيق لديوان شعرٍ للحلاج، والآخر هو اأستاذ (طه عبد الباقي سرور) الذي يعد من أفضل مَن بحثوا في سير (الحلاج) وجالوا في كتب التاريخ ليرسموا لنا أفضل صورة ممكنة لهذا الرجل.
وضع الراحل (سرور) هذا الكتاب بين أيدينا كتحفةٍ أدبيةٍ وتاريخيةٍ بليغة، ورغم مرور ستة عقود على وفاته إلا أن كتابه هذا، يعد من أفضل الكتب التي سردت سيرة (الحلاج).. إن لم يكن أفضلها على الإطلاق.