الاستشراق والمستشرقون
لا يتوانى، هشام جعيّط، كلما سنحت له الفرصة، على التهجم على الاستشراق واتهامه بمعاداة الإسلام، رغم البرقع الظاهر لبعض صفحاته التي تُبدي نوعاً من الحياد أو بعضاً من الثناء، حتى أنه انخدع ليس العرب فقط، بل رجل من قامة مكسيم رودنسون. لقد أشاد هذا الأخير بأعمال جعيّط وأثنى عليه بسخاء مستعملاً كلمات إطراء نادراً ما يتفوه بها عالم في حق عالم آخر؛ سمّاه مؤرخاً موهوباً، ومدحه لأجل تحرره من النظرة الدينية. لكن رودنسون أخطأ خطأً فادحاً لأن جعيّط إسلاموي قلباً وقالباً، روحاً ومضموناً.
سنقرأ هذا الكتاب، وسنبين للقرّاء بالدليل والحجة، وبالنصوص الصريحة أن جعيّط لم يكن في يوم كما اعتقده رودنسون، وأن بوناً شاسعاً يفصل بينهما، من حيث الذهنية والمنهجية العلمية والخلفية الأيديولوجية.
لا يوجد مراجعات