الحب عن بعد
إن المحور الذي يرتكز عليه هذا الكتاب الذي بين أيديكم هو "الحب النائي" العلاقة التي تفرقها المسافة أو الحب عن بعد بكل صورة، وقد عرضنا في كتابنا "الفوضى البديهية للحب" (Das ganz normale Chaos der Liebe) كيف أن حياة الإنعزال - التي تخالجها النزعة الرومانسية للحب المطلق - قد طغت على الأنماط التقليدية للحياة الجماعية، حيث حل محل النموذج الأسري القديم للأب والأم والأبناء العديد من الصور الحديثة للحياة الجماعية، وظهر بإزدياد "الخليل المؤقت" عوضاً عن الزوج، وكثرت الأمهات أو الآباء الذين يعيشون حياة منعزلة بعضهم عن بعض وبحوزتهم أطفال لم يبلغوا سن النضج، كما ظهرت الأسر المختلطة كنتيجة لتعدد الزواج والطلاق... إلخ.
في هذا الكتاب نتطرّق إلى فوضى الحب حول العالم، وذلك بعرض كل صور "الحب النائي"، على سبيل المثال صورة الأخلاء من دولتين مختلفتين، والمهاجرين بغية الزواج والعمل، وتأجير الأرحام، والعديد من علاقات الحب التراجيدية التي لعب فيها "السكايب" دوراً فاعلاً.
إننا نقدم تحليلاً نفسياً لما يسمى "الأسرة المعولمة" التي تجسدها علاقات الحب أو علاقات القرابة بين ثنائيات من البشر يعيشون في بلاد أو قارات مختلفة، أو أولئك الذين يأتون من بلدان أو قارات مختلفة، فمثل تلك العلاقات يمكن أن تأخذ صوراً مختلفة، وقد تنشأ نتيجة للعديد من الدوافع.
وعليه، يناقش هذا الكتاب الإختلاف بين الأسرة المعولمة والأسرة التقليدية التي سادت لزمن طويل في أوروبا على وجه الخصوص، وتكونت من أفراد يتحدثون اللغة نفسها، ويمتلكون جوازات سفر متشابهة، ويعيشون في بلد واحد وفي مكان واحد، فالأسرة التقليدية تختلف تماماً عن الأسرة متعددة الثقافات، كما هي الحال في بلاد الهجرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية، وتشكل الأسرة المعولمة خليطاً جديداً من القرب والبعد، والتوافق وعدم التوافق، حيث تمتد عبر البلاد والقارات.
لا يوجد مراجعات