حراثة المفاهيم
هذا الكتاب قراءة في نص "يتيم"، بمعنى الكلمة الحرفي والمجازي، يتيم لأنه يبقى النص الوحيد الذي يأتينا من الثقافة البابلية في مطلع القرن الثالث الميلادي، ويتيم بمعنى أنه حرم من القراءات التي تحنو عليه وتتيح له الاستمرار في الحياة. فقد ابتلي منذ ميلاده بما يمكن تسميته بـ"حمارية القراءات المتتابعة": حمارية الشيتيين في عصر المؤلف، وحمارية الأنباط في عصر المترجم، وحمارية القراءة الاستشراقية في عصرنا نحن.
يحاول هذا الكتاب الاكتفاء باستجماع ما يتساقط من نثار فلسفي وثقافي وديني في عمل موسوعي مكرس للفلاحة. وحسبه في هذه القراءة أن يثير فضول القارئ وانتباهه إلى هذا العمل "اليتيم". ولعل القراءة الإنتاجية التي كان يدعو إليها مؤلف الكتاب هي وحدها القادرة على تحويل هذه القمامة الميتة من بواكير القرن الثالث إلى كنز تاريخي عن فترة من الزمن سقطت من ذاكرة الخزانة التاريخية.
لا يوجد مراجعات