العرب عرق أم عقيدة
من الأمور التي أسست لها مفهوماً في الذهنية العربية أو الشعوب الأخرى، هو التصور المطروح عن أصل العرب، ومن أين جاءتهم هذه التسمية، بحيث تلبست بهم، هذا التلبس الذي لا يمكن أن يتصور بأن يوماً ما سيزال عنهم، فأصبح وكأنّه ملازماً ذاتياً لهم.وقد ذكر المؤرخون والباحثون عن أصل كلمة (عرب)، وعن أصل المادة التي اشتقت منها الكلمة، وما هو أقدم ذكر لها، آراءً كثيرة، فما كان من أكثرها، إلّا أن يكـون حدسـاً أو وهمـاً، حتى وصل الأمــر بأحدهم أن يذكر ثلاثة عشر وجهاً من وجوه الإشتقاق للفظ العرب، وكان كثير من الوجوه التي ذكرها، بما فيها من تكلف، فإنها تنطبق بشكل أو بآخر على غير الشعوب العربية أيضاً.وهم قد تناسوا أو غفلوا عن أهمية هذا الموضوع، حينما تناولوه بالبحث والتدقيق، فصاغوا عنه آراءً هي أقرب للسطحية من التحقيق العلمي المنتج. وذلك لما سيثار حوله من إشكالات وأفكار نقدية، قد تولد كثيراً من الشكوك والتساؤلات باعتبار التحيز العِرقي والميول القومية ونزول القرآن عربياً، ووجود فكرة الإله القومي، الى غيرها من الإعتبارات المرتبطة بالموضوع، خصوصاً إذا ما نظر إليه بتحسس بعض الشيء، أو حتى لإيجاد فرصة لنقد الإسلام من الداخل أو الخارج.وهذا ما سنبحثه ونبيّنه في طيّات كتابنا هذا. فكان لزاماً علينا ترك ما هو مألوف وشائع بصيغته الحالية، والبحث عن مخرجات جديدة، تتبنى قضية مهمة وهي الكشف عن أصل كلمة (عرب) لنجده بالتالي بعيد كل البعد عمّا هو متداول بيننا.
لا يوجد مراجعات