المنمنمات الاسلامية
في كتابها هذا، تتناول الكاتبة الإيطالية ماريا فيتوريا فونتانا فن (المنمنمات الإسلامية) وهو كما ورد في مقدمة الكتاب: فن توشيح النصوص بواسطة التصاوير... وحيث تعيد المنمنمة عرض مضمون النص بشكل مرئي، من خلال وظيفتي رسم النص وتأويله بواسطة صورة تجعل المفاهيم المدرجة أكثر إفادة، لكنها في الوقت ذاته تفيد القارئ وتدفع به نحو ما محدد في القراءة، وبالتالي تحد من قدرات التخيل لديه.
إنطلاقاً من تلك الرؤية، تستعرض الكاتبة كافة المدارس الفنية التي حفلت بها الحضارة الإسلامية من الأراتقة إلى السلاجقة، ومن الإيلخانيين إلى المظفريين، ومن المدرسة التركمانية إلى المدرسة الشيبانية والمدرسة الصوفية والمدرسة العثمانية والمدرسة الهندية وغيرها من مدارس.
يوضح الكتاب أن موضوع التصوير أو فن المنمنمات وما يسمى بتحريم التصوير في الإسلام كانت له أهمية أقل وقعاً مما هو متصور، إذ لم يكن تأثيره حاصلاً سوى في مراحل معينة وفي أصقاع محددة من العالم الإسلامي، كما يسعى الكتاب إلى مدّ القارئ بالأدوات الأولية، التي تسمح له بولوج عالم الفن الإسلامي الذي يتسم بأصول وتطورات مختلف عما هو موجود في الحضارة الغربية.
ويتابع الكتاب ضمن محاوره الأساسية في دراسة هذا الموضوع، إنطلاقاً من القرآن الكريم بصفته النص المرجعي لدى عامة المسلمينن وقد تبين للكاتبة أنه لا تلوح حرمة مباشرة متعلقة بموضوع الصور؛ وجلّ ما تعثر عليه في [سورة الحج الآية:30] قوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ مما قد يكون مثار جدل... لكن هذه العبارة لا تدل - وفقاً للكاتبة - على "الرسم" بل على "الوثن"، ولا تعثر الكاتبة في القرآن الكريم على أي تحريم للتصاوير ما لم يتصل الأمر بالشعائر.
هذا، ويختم الكتاب بنماذج رائعة من التصاوير الفنية الملونة من الفن الإسلامي العريق؛ من حقب زمنية مختلفة، وهي نماذج ما تزال موجودة في أهم المتاحف العالمية.