في التصوف الاسلامي وتاريخه
انفرد نيكولسون من بين مستشرقي بلاده بالعناية بتلك الناحية الخاصة من تاريخ الإسلام -ناحية التصوف- لأنه رأى فيها أخص مظاهر الحياة الروحية عند المسلمين وأبرزها، فكرَّس حياته الطويلة، أو نيفًا وخمسين سنة منها، في دراسة مصادر التصوف العربية والفارسية، والعوامل التي ساعدت على نشأته ونموه. وقد أدرك أن دراسة التصوف جزء لا غنى عنه في تاريخ الأديان المقارن، لما تلقيه هذه الدراسة من ضوء على بعض المشاكل والمسائل المسيحية في القرون الوسطى. وربما كان ذلك من جملة البواعث التي حدَتْ به إلى الاضطلاع بهذه المهمة ليسد ثغرة في التاريخ طالما أغفلها الباحثون من قبله ولم يحاولوا لها سدًّا.
لا يوجد مراجعات