نسل التنين
في العقدين الثاني والثالث من القرن الماضي، كانت الصين تفترسها صراعات داخلية مريرة بين قوى سياسية متعددة، بعضها تقدمي وبعضها رجعي. وكانت اليابان في المحيط الشرقي أو الهادي قد حققت تقدمها صناعيًا كبيرًا، وبنت قوة عسكرية ضخمة، وأخذت تتطلع إلى بسيط سلطانها على أراضٍ أخرى، فوجدت في جارتها الصين عملاقًا ذا قدمين من رمال.
فلم تلبث أن هاجمتها في عام 1931، انتزعت منها إقليم منشوريا الصناعي الغني في الشمال، وأقامت فيه نظامًا عميلًا أطلقت عليه اسم «إمبراطور منشوكو»، ووضعت على رأسه سليل الأسرة الإمبراطورية الصينية السابقة التي كانت قوى التقدم قد قوضت حكمها وطردتها من البلاد.
وحين نشب النزاع بين مختلف القوى الوطنية في الصين، وأخذ تشانج كاي شيك يوجه جهده كله إلى محاربة أجنحة هذه القوى التي رفضت أن تخضع له دون قيد أو شرط، وجدت اليابان في هذا التمزق الداخلي فرصة سانحة، فاستأنفت في عام 1935 اجتياحها لأراضي الصين، وظلت على هذه الخطة حتى قيام الحرب العالمية الثانية في عام 1939، وهذه الرواية تتناول أحداث هذه السنوات السابقة على قيام الحرب العالمية الثانية، من خلال أثرها على أسرة من ملايين أسر الفلاحين، الذين واجهوا هذه الدمار الزاحف بكل ما يملكون من قوة، ودهاء، وحب للحياة.
لا يوجد مراجعات