أوراقي في المهب
كتاب كهذا، يكاد أن يقدّم سعدي يوسف كاملاً، أي في جُل اهتماماته وانشغالاته، إن لم يكن كلّها. كتاب يضع قارئه في قلب هذه الانشغالات، مجسِّدَةً صورة الشاعر في كدحه المعرفي والثقافي، في اطلاعه الغزير وتطلّعه، تحفّ بكلّ ذلك أو تعلوه نظرةٌ نافذة، ناقدة لما تلتقطه من الثقافي والسياسي وحتى الاجتماعي، ليتبدّى الشاعر في ما يستبطنه أو يستشرفه، واحداً من قلائل الرائين، المجاهرِين. غير أنّ معالجة “العناوين” الكبيرة، هذه لم تحُل دون تمتّعه بالالتفات إلى تفاصيل بدت أنها في صلب تكوينه الشعري والإنساني، أو قل هي من مهامه: كترقّب استيقاظ عصفور أو متابعة حركة غيمة في السماء أو انتظار إيناع نبتة في حديقة المنزل أو أصيص عند النافذة.
















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات