الضوء الأزرق
كم يبدو المكان كمصيدة، أحيانًا.
صدر كتاب حسين البرغوثي الضوء الأزرق عن الأهلية للنشر ضمن كتب سير متميزة ومتنوعة.
نبذة عن كتاب الضوء الأزرق
قررت أن أستقيل عن عدة عادات في حياتي: ألا أسعى لأن أكون الأول في أي شيء، أو كقول غوتة: "بنيت بيت على العدم، ولهذا، فكل الكون لي، سيدعو الناس هذا "صعلكة" وشذوذاً، وسينتهون إلى كل ما هو "خارجي"، إلى قشوري، وعلي زيادة القناع قوة بان أطيل شعري أكثر، وأرتدي صندلاً لأغير رسمي، وكل ما من شأنه أن يكون قشرة أخرى تبعد الناس عن "مركزي" و"روحي"، ملابسي، شعري الطويل، تشردي، فظاظتي، وسيفكرون ما يأتي على بالهم، فليكن، هذا نافع، هذا قناع ثالث، أعطني، أعطني، ماذا؟ قناعاً ثالثاً من فضلك، قناعاً آخر.
وعليّ أن "لا أصارع الناس" في دنياهم، سأعزل نفسي في قوقعة من علاقات قليلة، مع بشراً "استثنائيين" فقط، بأقل عدد ممكن، وسأتحول، كما تعلمت من "طريق محارب مسالم"، من شخص استثنائي في عالم عادي إلى عادي في عالم استثنائي، وسأتجنب أي صراع لا جدوى منه، سأتجنب، كشبح لا يخرج من بيته إلا بعد منتصف الليل، ماشياً في الأزقة الخلفية، محاطاً بفيلات فيها كلها أضواء على المناصب، وعواد، وكل ما أرجوه ألا ينتبه أحد لمروري، أعطني من فضلك، أعطني، ماذا؟ قناعاً آخر، قناعاً رابعاً".
قالوا عن الضوء الأزرق وحسين البرغوثي
- تحقّقت شاعرية حسين البرغوثي الحقيقيّة في الضوء الأزرق كما لم تتحقق في محاولاته الشعريّة. إنه نصّ لا يصنّف في جنس أدبيّ واحد، وهو ليس سيرة ذاتيّة بالمعنى المتعارف عليه، ولا هو رواية. إنه يذكرنا بسرديّات الرواية وبحميميّة السيرة. ولكنّ سيرة المؤلّف هي أحد المكوّنات الأساسيّة لهذا النصّ المفتوح على كلّ أشكال الكتابة القادرة على استيعاب همومه الوجوديّة والثقافيّة والفلسفيّة، فهو خليط غريب من البوح الشخصيّ والتأمّلات الذهنيّة، من تداعيات الهذيان إلى الميثولوجيا، من الواقعيّ والغيبيّ، من سرد الحكايات الشخصيّة إلى الشطحات الصوفيّة، من جنونٍ يدّعي الحكمة إلى حكمةٍ لا تتجلّى إلّا بالجنون، من الحياة داخل الحلم إلى الحلم مكان يُصاب بالانفصام. كأنّنا أمام احتفال بالأجناس الأدبيّة في هذا النصّ الّذي أتاح للكاتب الباحث عن "القصيدة الشاملة" فرصة العثور على مبتغاه. إنّه كتاب فريد من نوعه في الكتابة العربيّة، ولعلّه أجمل إنجازات النثر في الأدب الفلسطينيّ. محمود درويش
- سؤال الأجنبيّ في الضوء الأزرق هو الجنون وهو سؤال لا يمكن طرحه على المُضيف لأن هذا يعني الطرد؛ فالمضيف ببساطة لا يستقبل مرضى. هذا السؤال سيكون هو المهيّج الذي يحرّك الراوي تجاه الأماكن والأشخاص، تجاه اللغة التي يستخدمها والشذرات النصية التي تظهر وتختفي في هذياناته. ايمان مرسال
لا يوجد مراجعات