أصل القارات والمحيطات
لماذا تتشابه الحواف القارية لكل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا؟ لماذا تتشابه الأحافير والرواسب على القارتين هنا وهناك؟ كيف تتشابه الحيوانات القاطنة للقارات المختلفة وكأنها قد حظيت سابقًا بصلات أرضية؟ ماذا عن النباتات! كيف تحظى مناطق قطبية على آثار لنباتات استوائية؟ أجمع العلماء سابقًا على أن القارات كانت متصلة في إحدى الأزمنة القديمة، وقد فسر أغلبهم ذلك بوجود جسور أرضية تربط القارات المتفرقة التي نعرفها اليوم، لم تكن هذه الفكرة لتقنع أحد المجندين الألمان في الحرب العالمية الثانية، والذي استغل إصابته ووجوده في المشفى وبين الكتب العلمية للبحث حول تاريخ الأرض الجيولوجي. أعلن ألفريد فيجنر عن نظريته حول التزحزح القاري في كتابه الشهيرعام 1915م، حيث اعتقد أن جميع القارات كانت متلاصقة في زمن ما لتكون قارة كبيرة أسماها بانجيا الأم، وإن هذه القارات أخذت بالتحرك فوق المحيطات وصولًا إلى شكلها الحالي، علل ألفريد تحرك القارات بقوة الطرد المركزي وجاذبية الشمس والقمر، غير أن هذا التفسير لم يكن ليرقى ليأخذ به، نبذ فيجنر في المحافل العلمية وفضلوا نظرية الجسور البرية الغارقة على نظريته، وفي عام 1930 وبعد يومين من عيد ميلاده الخمسين؛ فُقد هذا الرجل وراء العواصف الثلجية في رحلة استكشافية لجرينلاند، وبعد حوالي 22 عام اكتشف العلماء تطابق مواقع حدوث الزلازل مع حيود منتصف المحيط الأطلسي، كان هذا الاكتشاف هو المهد لاكتشاف وجود الصفائح التكتونية التي تتكون منها القشرة الأرضية، والتي تتسبب في تزحزح القارات الذي آمن به فيجنر في كتابه هذا، ننقل هذه الوثيقة العلمية المهمة إلى العربية لأول مرة تكريمًا للرجل الذي لم يعلم أن نظريته قد أثبتت بعد 38 سنة على رحيله وإنها هي الأساس اليوم في تفسير عديد من خبايا علوم الأرض، أصل القارات والمحيطات بين أيدي القارئ العربي الآن.
لا يوجد مراجعات