ثلاثية درب الآلام ج3: نهار غائم
وهكذا وقع فاديم بيتروفتش فجأة على أثر ألكسي الذي كان يلاحقه للأسبوع الثاني، وقع على أثر كاتيا. واضطراب اضطرابا شديداً. لم تعد يفصله عن كاتيا غير غير مسيرة يوم واحد. في أية حال سيجدها ؟ معذّبة متغيّرة بشكل لا يعرف فيه ؟ بحيث لا يستطيع أن يفعل سوى أن يضع رأسها الشائب على صدره.. الشائب.. "حسنا يا كاتيا استريحي الآن. سنعيش ، ويجب أن نعيش.. "لا، لا، لا يعقل ان تكون قد اصبحت زوجة الكسي الطيّعة! الأكثر احتمالا أن يتوقّف حصانه في نهاية مسيرة اليوم على قبر كاتيا... وربما ذلك أفضل لها.. وتكون صورة كاتيا طاهرة غير ملوّثة...
سار الفوج بسرعة في الطريق المترب. فاديم بيتروفيتش يترنح على السرج. واهتزت صورة كاتيا وغامت في ذاكرته الكالحة. سيعيدها إلى حياته مهما تكن الحالة التي يجدها فيها.
كانت البيوت المحترقة في قرية فلاديمير سكويه ما تزال ترسل الدخان، والأطفال ما يزالون يأتون لينظروا بذعر إلى برك الدماء التي لم يمتصّها الرماد بعد، والنساء مازلن في مخابئهن في بيوت الآخرين مرتجفات منتفخات الوجوه بالدموع حين اقتحم تشوغاي روتشين القرية في تشكيلتين من طرفيها. ولكن كراسيلنيكوف لم يكن هناك. فقد نبّهه أحد الناس فخرج مع شقائه قبل نصف ساعة تقريباً من ظهور الحمر بعد أن نكّل بأعضاء لجنة فقراء الفلاحين، وأعمل الطعن بسيوفهم في سبعة عشر رجلا، وجعلوا الجدّ أفاناسي ثامن عشرهم لمجرّد إظهار الشقارة.