ثلاثية درب الآلام ج٢: ١٩١٨
عام 1918 عنوان الكتاب الثاني من ثلاثية درب الآلام للكاتب الروسي ألكسي تولستوي، وهي رواية تقول شهادتها على مرحلة معينة عاشها المجتمع الروسي أثناء الحرب العالمية الأولى مروراً بالثورة البلشفية والحرب الأهلية الروسية بين الجيشين الأحمر والأبيض.
صدر الجزء الثاني من ثلاثية درب الآلام عن دار المدى بترجمة الأديب غائب طعمة فرمان ضمن روايات مترجمة متميزة تضم عدد من كللاسيكيات الأدب العالمي.
نبذة عن ثلاثية درب الآلام
تحت عنوان "الإرهاب الأحمر" كتب تولستوي ما نشرته الصحف في موسكو وبتروغراد بعنوان مشؤوم "الإرهاب الأحمر"، وجاء فيه: "يطلب من جميع السوفيات على الفور إعتقال الإشتراكيين - الثوريين اليمنيين ومُمثلي البرجوازية الكبيرة والضباط، وإعتبارهم رهائن…
وعند محاولة الهرب أو القيام بإنتفاضة اللجوء فوراً إلى إعدامهم الجماعيّ بدون قيد أو شرط... فإن حاجتنا تدعو إلى تأمين مؤخرتنا فوراً وإلى الأبد من الأوغاد البيض... لا يجوز أيّ تأخيرٍ في القيام بالإرهاب على نطاق جماعيّ...".
وهكذا يشكل التاريخ المصدر الأساسي الذي يستند إليه تولستوي في رواية تاريخ الحرب في بلاده، وقد أعاد تشكيله عبر ركام من الأحداث والوقائع الروائية الحقيقية والمتخيلة ووفقاً لمقتضيات الفن الروائي... نبذة الناشر: وانقضى عام 1918 مُندفعاً كالزّوبعة الوحشيّة فوق روسيا.
من كتاب ثلاثية درب الآلام
وكان الماء داكناً في سُحب الخريف الجهِمة. وكانت الجبهة في كلّ مكان؛ في الشّمال الأقصى، وفي الفولغا قرب قازان وفي حوض الفولغا الأسفل قرب نسارتسين، وفي شمال القفقاس، وعلى حُدود المناطق الـمُحتلّة من قِبل ألمانيا. ولآلاف الفراسخ كانت الخنادق تمتدّ وتمتدّ.
ولم يُدخل الخريف الزاحف الفرحة على قُلوب المقاتلين، وكثيرون فكّروا، وهم ينظرون إلى السُّحب الآتية من الشمال، بقراهم، حيث كانت الريح تقلع القشّ من السطوح، والقرّاص ينمو في الأفنية، وتتعفّن البطاطس في حدائق الخضروات. وما من نهايةٍ تُرى للحرب.
والـمُستقبل حافلٌ بالليالي الدامسة وعودُ الإضاءة القديم يُضيء البيوت التي ينتظر أهلها عودة الآباء والأبناء وما من عودة، ويسمعون رواياتٍ عن أمور رهيبة تجعل الأطفال يبكون وهم على الرّفوف فوق المواقد.
لا يوجد مراجعات