يوسف القويوجاقلي
" شعر يوسف بنفسه ذائبًا في تلك الليلة العظيمة المكتملة، وأحسّ برعدةٍ تسري في جسده من الخوف. مرّر يديه المبتلتين على وجهه. كان ماء المطر ينزل من رأسه مارًا برموش عينيه إلى خديه. أعطته تصرفاته شعورًا بعدم الانتماء لأي مكان، حتى أنه بدأ يستشعر حجم المسافة التي تفصله وتبعده عما حوله. ضم بكلتي يديه لحاء الشجرة خلفه، ودخلت أصابعه الباردة في شقوقها، سحب يديه فجأة ووضعهما على صدره، أحس بأن في قلبه شقوقًا كما في لحاء الشجرة، وشعر بالنار تشتعل في نحره. يا الله، كام كان وحيدًا.. "
لا يوجد مراجعات