تاريخ اجتماعي لوسائط التواصل؛ من غوتنبرغ إلى الإنترنت
نعيشُ واقعاً جديداً، جديداً لأنّا بتنا محاطين بكل أشكال وسائل التواصل ووسائطها، وليس هذا الوقاع الجديد، متاحاً قبل وقتٍ قريبٍ من الآن، حتى الوسائل التي أحدثت تغييراً جدرياً قبل أزمنةٍ قريبة، وحتى تلك الضاربة في التاريخ، بنظير لما تحدثهُ الوسائل والوسائط الجديدة، تلك التي استطاعت أن تنفذ حتى أدق مستويات المجتمع، وتغير بعض عاداتهِ المتجذرة، والتي أضحى البعضُ يتساءل عن حقيقة العلاقات الاجتماعية، مثلاً، بعد أن شاعت وسائط التواصل، وآخرون يثنون على ما أحدثته هذه الوسائط من تنسيق ويسر، لكنها بالتأكيد ليست بمنأى عن أن تكون مسؤولة عن الفوضى في بعض الأحيان!
في كتابهم «تاريخ اجتماعي لوسائط التواصل؛ من غوتنبرغ إلى الإنترنت»، يؤرخُ المؤرخ البريطاني (آسا بريغز)، وأستاذ التاريخ الاجتماعي (بيتر بُرك)، لهذه الوسائط، منذُ بروزها في أبسط أشكالها، وصولاً للعصر الحديث، بدأً باستخدام مصطلح «وسائط التواصل»، الذي يذكر قاموس (أوكسفورد)، بأنه ظهر «في عشرينيات القرن العشرين»، بيد أن «الاهتمام بوسائل الاتصال هو أقدم من ذلك بكثير، فالخطابة، فن الاتصال الشفهي والكتابي، كانت أمراً جدياً للغاية في اليونان القديمة وروما»، كما يذكر المؤلفان.
في هذا الكتاب، الصادر عن «مشروع نقل المعارف»، التابع لـ«هيئة البحرين للثقافة والآثار»، والذي ترجمه نور الدين شيخ عبيد، يقسمُ المؤلفان فصولهما إلى ثمانية، باعتبار المقدمة، كفصلٍ مستقل، ليتلوها «الطباعة في سياقتها»، و«وسائط التواصل والمجال العمومي في بداية أوروبا الحديثة»، ثم «التكنولوجيا والثورات»، وبعده «سيرورات وأنماط جديدة»، فـ«المعلومات والتعليم والترفيه»، وصولاً لـ«تقاربات وسائط التواصل»، وأخيراً «في الفضاء السبراني وخارجه».
لا يوجد مراجعات