الاكسجين الجزء الذي صنع العالم

يستعصي الأكسجين على التصنيف، فمنذ اكتشافه في سبعينات القرن الثامن عشر، بقي الجدل قائما حول خصائصه وكيميائه بين العلماء والمشعوذين على حد سواء. وما زال الخلاف مستمرا حتى اليوم، فهو يُعتبر إكسير الحياة – مقويا عجيبا وبلسما للشيخوخة وعلاجا تجميليا وعلاجا طبيا فعّالا. ويُزعَمُ أيضا أنه أحد الأخطار التي تسبب الحرائق، وأنه السمّ الخطير الذي سيقتلنا في النهاية. ويمتد التناقض إلى الإعلام الصحي الجماهيري، فيُقال إنّ استنشاق الأكسجين الصافي في «عيادات الأكسجين» Oxygen bar العالمية وعيادات الصحة يفعل العجائب، على الرغم من أنّ الحالة المعاكسة – «المعالجة في المرتفعات العالية» – حيث ينقص الأكسجين، يقل الأكسجين الزائد عن الحاجة، فتمنح الفوائد الصحية للتقشّف. وما تُسمّى المعالجات بالأكسجين «النشط» Active، والمقصود هنا هو الأوزون وبيروكسيد الهيدروجين، مرغوب فيها كوسائل عجيبة لمكافحة العدوى الجرثومية أو كعلاجات للسرطان؛ على الرغم من أنه يُقال لنا في الوقت ذاته إنّ سرّ طول العمر هو تناول كثير من مضادات الأكسدة للوقاية من هذه الأشكال «النشطة» من الأكسجين ذاتها تماما. يبدو أنّ الأكسجين يجذب الهراء والتضليل مثل المغناطيس