زهر اللوز
عبرت الحاجز السلكي الواطئ، والجاً متاهة المستنقعات، تاركاً آخر القطرات الظاهرة من دمي على الأرض.. سيفقدون أثري إلاّ إذا استخدموا الكلاب المدربة، ولكي يأتوا بالكلاب من المدينة، لا شك أنهم سيضيّعون وقتاً طويلاً.
داخلني شيء من الارتياح لهذا الخاطر.. اندفعت بين سيقان الحلفاء المتطاولة، المدببة، وكان لهاثي مراً، وعطشي لا يطاق.. لم أفاجأ بالماء تحت قدمي..
هذه المنطقة أعرفها إلى حد ما، فقد خبرتها مراراً قبل هذا.. برك الماء التي تخفيها النباتات المشتبكة ستعيق مسيري، ولكن عليّ أن أستمر.. لا خيار لي إلاّ أن أستمر بعدما نزفت غير قليل من دمي، وبدأ الوهن يقيد حركتي.
ترنحت، وكنت جد عطشان، ومع ذلك لم أجرؤ على التوقف من أجل أن أبلَّ لساني الجاف.. أحسست كما لو أن جرحاً في فمي.. إنهم يتعقبونني، وعليّ أن أبلغ حافات التلال وأجتازها. من ترى ينتظرني هناك؟. أخوتي وأبناء عمومتي؟. أم إنسان ما، سيقذفه القدر الرحيم في طريقي، ويكون سبباً في إنقاذي؟. أمْ همْ - الآخرون - بكلابهم وبنادقهم وحقدهم؟.