1934
«هل يمكن للمرء أن يعيش في اليأس من غير أن يتمنّى الموت »، هكذا ومنذ البداية، يكشف مورافيا في رواية 1934 عن الموضوع الذي يمزّق نفس بطل روايته، لوشو. يفعل هذا في صيغة سؤال يتكرّر عدّة مرّات في سياق الرواية، بل من خلال ما يترتّب في أغلب الأحيان على التحوّلات الإجباريّة التي تفرضها الأحداث وتسيّرها. كما تبرز مركزيّة هذا الموضوع على الإيقاع الذي يتكرّر به، في مختلف الأوضاع، والحوارات المهمّة، أو الداعمة من ناحية البنية. كأنّ كلّ ما يجري في الرواية ليس إلّا أملاً يشرق مرّة بعد مرّة ليَعِدَ ويؤكّد: (أجل: من الممكن أن يعيش المرء في اليأس وأن (يجعله أمراً مستقرّاً) أي شرطاً أساسيّاً من شروط الوجود، وهكذا فإنّه يركبّه في شخصيّة الرواية التي يحاول لوشو أن يكتبها) أو ليعبّر عن الخشية من النفي (لا، هذا غير ممكن). أو كلاهما وبطريقة غامضة، أي الرجاء بالنفي نفسه والخشية من التأكيد نفسه. بتعبير آخر فإنّ الأحداث المتلاحقة التي تسقط في الدوّامة الأخيرة تتمحور حول (أنا) منطقيّ إلى أبعد الحدود واستنباطي، يكتب ويصف بطريقة (تعليميّة)، (على طريقة مورافيا المعهودة)، والذي يبدو أنّ إرادته تكمن في استسلامه لما يجري حوله، في الوقت نفسه الذي يبدو فيه أنّه يريد بإصرار توجيه كلّ شيء على ضوء الموضوع الرئيس، أي موضوع اليأس وعلاقته بالانتحار.
ريناتو مينورِه
لا يوجد مراجعات