زاجل
تخيل أنك كائن ضوئي ومن الممكن اختراق جسمك دون أذى، الوقت نهار والشمس قد تتوارى وراء غيمة ما.
من مكانك على الكرسي في ساحة الأبراج السكنية المطلة على شارع الخليج العربي، تشعر أنك منعدم الوزن، فترتفع عن الأرض مسافة متر تقريبًا، ثم ينبسط جسدك ليواجه وجهك الأرض، فتشعر بقوة خارقة تسحبك إلى السماء، ترتفع فيتضائل حجم الأشياء من أمامك. الكرسي والنخلات، والغرفة الخاصة بمركز أمن الأبراج، والساحة المبلطة بحجر نظيف مرتب يتناسق وشكل الأبراج التي بتصميمها وألوانها لا تنتمي لزمن معين، تشعر أن المكان ربما سيأتي في زمن قادم، ترتفع فتشعر بالهواء يتخلل جسدك، إنه يثقبك يداعب أطرافك والمكان يبتعد فيبتعد، أنت أعلى من المباني! تشاهد أسطحها فتشعر أنها متأنقة من الماضي، تحافظ على زينتها ورشاقتها ونظافتها. تنظر من حولك لتجد البحر على امتداد النظر وشارع الخليج العربي نشط الحركة، من الأعلى تلحظ الفندق المجاور والمدخل المؤدي إليه، يتجسد إليك المكان وكأنك تنظر في خارطة. تجد لسانًا ضعيفًا على جانبيه بثور صغيرة يشق المباني التي لست متأكدًا إن كانت تحرسة أم تحبسه. تخنقه أن تفسح طريقه؟ أن أن اللسان نفسه يختبئ بينها! ذلك الشارع الضيق الذي كنت تظنه ممتدًا!
لا يوجد مراجعات