الأعمال الشعرية
ابتعدت قصيدة مريد البرغوثي، منذ بداياتها، عن المجرّد والمتعالي، لتنغمس إلى حدّ بعيد في كثافة التحتيّ وحسّيّته المأخوذة بالتفاصيل. إنّ (أنا) القصيدة هنا ليست مقيمة في ذات الشاعر بل في الغبار الحيّ الناجم عن ارتطامه بالعالم، ولذا فإنها غالباً ما تنهمك في رصد ذلك الغبار اليوميّ واستكشافه، والتوغل الحيّ، فيه، ولعلّ هذا هو السبب في الميل إلى ترصيع لغة القصيدة بصيغ ومفردات وعبارات مفصّحة عن اللغة الدارجة: لغة الغبار اليوميّ!
لقد أسست قصيدة مريد البرغوثي شعريّتها من خلال (المعيش) و(اللحظيّ) و(الهامشيّ) و(الزائل)، واهتمّت بلقط اللحظات الإنسانيّة الدقيقة التي لا تتكرّر، وتأبيدها، وإضاءتها، فاللحظيّ هو الذي (لا يتكرر) والذي لا يتكرّر هو وحده الطازج الحيّ، والطازج هو الشعريّ والمدهش والمكتنز بالمعنى، وهذا ما يبرّر تأبيده داخل النصّ الشعريّ.
لا يوجد مراجعات