والمنازل التي أبحرت أيضا
"أنيسة المساء، التي جاءت إلي كالومض، وأسدلت أهدابي على حلم. رأيت نفسي فيه أهز سنابل الغواية جذراً جذراً.. ولما رفعت إليها كتاب المدائح ظن البعض أنها من عطر الهوى مجبولة".
بهذه العبارات يقدم المؤلف لروايته التي اختلط فيها النثر بالشعر، والتي عبرت عن صدى عمق الجرح الغائر في وجدان مليء بالخوف والقلق والأمل. وفي هذه الرواية يتحول حديث النفس للنفس بديلاً عن أي حديث آخر، فالبطل ولفرط مما شرته لمياه البحر، يهادن الصمت جل الوقت ويتخبط في حديث النفس للنفس. وصياد السمك الوحيد الصامت، يعبر المسالك الملتوية المهجورة، ويحتكم إليها في شأن ما أو حتى يتخذها جسراً بفضي إلى مكان آخر أكثر ألفه وضجيجاً.
لا يوجد مراجعات