صمت يتمدد
هذه رواية لم تكتب بالقلم، بل طرزت تطريزاً كاملاً بكل جمالياته وأناقته.. هنا غرزة محبوكة.. هنا لون مكان لون.. هذا التطريز وهذه الحياكة والصياغة، كما الذهب يصاغ، أدخلت إلى قلبي سعادة اتسعت لها محل الأرجاء.
لقد سحرنين ليس الموضوع بحد ذاته -وهو موضوع إنساني واجتماعي وسياسي فيه من الحذق والذكاء الشيء الكثير- بل سحرتني كذلك هذه اللغة المتميزة الراقية المختارة من قواميس المرارة والوجدان.. لغة، رغم عمقها وقوتها، مجدولة بليونة ونداوة ورومانسية ساحرة.
الولوج في دهاليز الماضي وتراثه وعاداته وبراءته وعفويته وقسوته. من غيرك يقدر أن ينقل هذا بكل هذا الصدق؟ آه!! كم كنت لاهثة وأنا أدخل معك تلك البيوت الطينية، والسكك الضيقة، واقفة معك عند ساحل البحث الذي أعشق وأراني تلك الطفلة التي عاشت ذلك الزمن بمرارته.. وحلاوته.
لا يوجد مراجعات