اسمه أحمد
في روايته الجديدة "اسمه أحمد" يتناول الكاتب الأردني أيمن العتوم سيرة الجندي الأردني "أحمد الدّقامسة" الذي أطلق النار على سبع فتيات إسرائيليات وحكم بالمؤبد ثم خرج بعد عشرين عاماً وكان ذلك في 2017/2/12م.
في تظهيرالية، نجد أن التقنية التي يقوم عليها السرد في الرواية هي (المذكرات)، فمعظم الوقائع متذكرة من خلال راوٍ أساسي هو أحمد الدقامسة، أما الروائي فيتماهى معه، ويشكل مرآةٍ لأفكاره وتحليلاته ورؤياه ورؤاه حول الموقف من الإسرائيلي، وغالباً ما يقوم بإضفاء الشرعية على سلوك الشخصية البطلة وتوجهها، فهو يقوم بتقديم سلوكها ومواقفها، بأنها توجهات لها مشروعيتها وقيمتها وجدواها، ولعل القيمة الأساسية التي حاولت الرواية إثباتها للسارد الفعلي في النص، تتمثل في جزئية الثبات على المبدأ ومشروعية مقاومة المحتل "... وضعتُ البندقية إلى جانبي، مع باغاتها، وكمنتُ كما يمكن النمّر للفريسة، كنت أستعجل الزمن، إن الإلتفات إلى الوراء صار مُستحيلاً، وإنه لا تراجع ولا إستسلام، ولا ندم ولا لوم، وإن الجنة أمامك وإن النار خلفك، ولن أدع نفسي للنار ولو لآخر قطرةٍ من دمي...". وفي مقابل هذه الصورة، لا يفتأ السارد / بطل الرواية في رسم سمة النفي الداخلي القسري، الذي عاشه في السجن، ومثيلاته من العنف الواقعي "قُيدت يداي إلى الخلف، ودفعت إلى قيادة السرية... على الباب وضعوا غطاءً أسود على عيني، وقيدوا يديّ ورجليّ، ومشيت بصعوبة وأنا مدفوع من الخلف".
إلى ذلك، تصف الرواية يوميات السجين والعلاقة مع السجان، والإنتقال من سجن إلى آخر وغير ذلك من أحداث وبهذا المعنى تغطي الرواية حكاية بطل قالت عنه أمه يوم ولادته "ثكلته أمّه إن لم أصنع منه رجلاً يسود أهله، وينتشر ذكره في المشرق والمغرب".
من أجواء الرواية نقرأ: "... هم لم يحبوا أحمد الدّقامسة كشخص، هم أحبوا عمله، وحبّهم لعمله مرتبط بحبّ فلسطين، شعبنا شعبٌ طيّب، يحب فلسطين، ويعشقها، دَعْ عنكَ بعض الزوائد هنا وهناك، لكن فكر بالأعم الأغلب؟ إننا نحب فلسطين، ونسعى لتحريرها، وننتظر يوم خلاصها عسى أنْ يكون قريباً بإذن الله تعالى
لا يوجد مراجعات