فتاة الرحلة 5403
"تمّ توظيفي للعمل على تحقيق طويل مدّته ثمانية عشر عاماً، أتتصوّرون ذلك؟ ثمانية عشر عاماً وهذه القصة تضغط على أعصابي، كقطعة لُبان صغيرة جرى مضغها مراراً حتى فقدَت طعمها، كونوا حذرين، يا قرّاء هذه الصفحات، فقد تلتصقُ قطعة اللبان هذه بذاكرتكم، لتعجنها مخيّلتكم، ويتلاعب بها منطقكم، بلا نهاية...".
ليز - روز أم إيميلي؟ مَن تكون الرضيعة التي شاء القدر أن تكون الناجية الوحيدة من حادث تحطم طائرة الرحلة 5403؟.
عائلتان، الأولى غنية، والثانية فقيرة، تتصارعان لإنتزاع حضانة الطفلة التي لقّبتها وسائل الإعلام باليعسوبة. بعد ثمانية عشر عاماً، يتوصل محقِّق خاص إلى ما يعتبره مفتاح حلّ القضية، قبل أن يلقى حتفه في ظروف غامضة، تاركاً وراءه دفتر مذكرات فيه كلّ تفاصيل تحقيقه.
أدلّة خاطئة وآمال خائبة ويقينيات بقيت موضع شك... من باريس إلى إسطنبول مروراً بكندا، يجد القارئ نفسه منخرطاً في سباق محتوم لن ينتهي إلاّ بسقوط الأقنعة.
هل الصُّدف والحوادث الغريبة التي تجري هي مجرد لعبة من ألاعيب القدر؟ أم هي أحجار يحرِّكها أحد ما منذ البداية؟...
قناة الرحلة 5403 ليست فقط رواية مشوقة تحافظ على إثارتها حتى آخر سطورها، بل هي رواية تدفعنا إلى التفكير في حدود قدرة المال على منحنا السعادة، وسطوة الحبّ الذي قد نرتكب بإسمه أشدّ الأفعال جنوناً.
قصةٌ مثيرة إلى أقصى حدّ، تحليلٌ نفسي دقيق لكلّ الشخصيات، فيضٌ من المشاعر والعواطف والمواقف الكوميدية... أثبت ميشيل بوسي بعد تحفة نيلوفر أسود أنه فعلاً أستاذ وأنه وُجِدَ ليبقى!...
14-نوفمبر-2021 01:53
رواية "فتاة الرحلة 5403" هي القراءة الثانية لي مع: "ميشيل بوسي".. فبعد ما ترك بداخلي بصمة لن أنساها أبداً في رواية "لن ننسى أبداً".. حان وقت تلك الرحلة رقم 5403.. وذلك الصراع بين عائلتين على فتاة؟ فهل كانت رحلة موفقة؟
لا بُد من ذكر أن "ميشيل بوسي" من مُحبي التفاصيل هو يرسم الصورة كاملة، تفصيلية، مهما كانت مُملة التفاصيل، ومهما كان السرد طويلاً، يتعمق في الشخصيات لأبعد مدى، حتى الشخصيات التي قد تكتشف أن لها جانب خفي، ستجده بشكلاً ما وسط السطور.. مثل شخصية المُحقق "غران دوك" في هذه
Like (0)
addComment