سيرة ذاتية
يبدأ توين بالحديث عن ولادته في قرية وادعة من قرى ميزوري. ويذكر عائلته وما واجهت من ظروف عصيبة وترحال، بعد أن كانت ميسورة الحال. ويستذكر أيام الطفولة والصبا، خصوصًا تلك التي قضاها في منزل عمه ومزرعته، ويقدم وصفًا رائعًا لها. يتحدث عن وفاة والده واضطراره بعدها للذهاب إلى سان لويس لتعلم الطباعة والعمل في الصحف هناك للمساهمة في نفقات أسرته، ومع الوقت يصبح مراسلاً صحافيًا في إحدى الصحف في كاليفورنيا. ويتحدث عن تجربته الأولى في عالم التأليف والنشر بأسلوب فكاهي جميل. وتكشف سيرته أن والدته وزوجته كانتا من الشخصيات الرئيسة في حياته، وأن بينهما شبهاً كبيراً. فكلتا المرأتين رقيقة الجسد ضعيفة عانت من المرض طوال حياتها، وتجمعهما مشاعر إنسانية عالية. انتقلت أسرته بعد ولادته إلى هانيبال حيث توفي أبوه، ليبدأ كفاحه من أجل البقاء، وهو الكفاح الذي رسم كل خط في أدبه في ما بعد. شارك في الحرب الأهلية، وكان لذلك أثر عميق في شخصيته.
كانت حياته سلسلة من المصائب: فهو الطفل المشاغب الذي ظفر بعداء الجميع، وهو الاقتصادي الفاشل الذي يعاني الإفلاس، وهو البائس الذى رأى أخاه يحترق، وهو الزوج الذي فقد أفراد اسرته وظل وحيداً. تميّز مارك توين بشعبية عالية بين الأميركيين، وكانت قصصه مرآة صادقة للمجتمع الأميركي. توفي عام 1910.
يطغى الجانب الفكاهي على الكثير من صفحات الكتاب، لكن حياة الرجل فيها من المآسي والآلام الكثير. فللقدر دائمًا كلمته: يموت ابنه البكر بسبب إهماله له، فقد أخذه في جولة في العربة ذات صباح بعد أن تركته زوجته في عهدته وذهبت لقضاء أمر ما خارج البيت. كان الجو باردًا وقتها، ولم يحتمل جسد الطفل ذلك، فمرض ومات. تموت ابنته سوزي، وبعد ذلك ببضع سنوات يفقد زوجته. تذهب كلارا لتعيش بعيدًا في أوروبا مع زوجها وتتركه مع جين، ثم تموت جين، ويبقى وحيدًا.
يعتبر مارك توين من رواد الكتابة والرواية في أميركا. اسمه الحقيقي صموئيل كليمنس، ولد عام 1835. عرف بأسلوبه الرائع الذي تميز بروح الفكاهة، وقد بدأ يكتب للصحافة منذ الصبا. عمل في مهن مختلفة، بينها ربان باخرة.
نقل الكتاب الى العربية المترجم الأردني سعيد رضوان.
لا يوجد مراجعات