السينما الجديدة
الكتابة عن السينما ليست بالمغامرة السهلة؛ لأن السينما بطبيعتها وسيلة تعبير بصرية تعتمد بشكل مباشر على الصور المتحركة واللقطات المرئية التي تعلق في الأذهان. وبما أن متعة السينما تكتمل فقط عن طريق رؤية الأفلام نفسها، بدلًا عن الكلمات المقروءة عن الأفلام، والمقالات النقدية، والمراجعات، وقصص الأفلام المكتوبة، وحكايا تاريخ السينما. وأكثر من يتضرر من هذه المسألة هم الكتاب الذين اختاروا السينما مجالاً للتأليف والكتابة عبر نقد الأفلام وتحليلها والكتابة عنها ولها.
مضت ثماني سنوات منذ نشر الطبعة الأولى من كتاب السينما الجديدة عام 2017م، وخلال الفترة ما بين 2017م/2025م ظهرت أزمات عالمية مثل كوفيد19 ساهمت بشكل رئيسي بالتوجه نحو التحول الرقمي الشامل للسينما وصناعة الأفلام، فأقفلت صالات عرض الأفلام وانتعشت منصات البث المباشر، وتجاوزت المنصات الرقمية بعروض الأفلام المنافسة مع صالات العرض التقليدية. وتحورت السينما في كل أبعادها على مستويات العرض والتوزيع والإنتاج، وحتى على مستوى طبيعة الفيلم السينمائي.
فكرة “موت السينما” أهم وأبرز الأفكار التي طُرحت بشكل متعدد في هذا الكتاب، الذي ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يتضمّن الفصل الأول فقط، وهو دراسة عن تاريخ التحول الرقمي وعلاقة السينما بالتقنيات الرقمية؛ وربطها بهاجس “موت السينما” الذي تكرر عبر التاريخ مع دخول الصوت وظهور التلفزيون. أما القسم الثاني فهو كل ما تبقى في الكتاب من فصول، باعتبارها رسالة حب إلى السينما التي ماتت –أو هكذا كنت أعتقد وأشعر عندما ألفت وجمعت مادة الكتاب-. وعبرت عن ذلك بشكل مباشر في الإهداء.


















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات