ناعومي وأخواتها
رواية «ناعومي وأخواتها» للكاتب المصري هشام الخشن (الدار المصرية اللبنانية، طبعة 2023، 208 صفحة) تتناول قصة امرأة تحمل أسماء وشخصيات متعددة: نعيمة (اسمها الأصلي الذي تخفيه لخوفها من وصمة الريف)، نعمت (الاسم الذي تستخدمه في عملها مع شقيقها سيد)، وناعومي (الاسم الذي اختارته أثناء دراستها الجامعية ليمنحها شعورًا بالرقي). هذه الأسماء تعكس أصواتًا داخلية تتبدل بين شخصية الطفلة نوني وشخصيات أخرى، ما يخلق صراعًا نفسيًا عميقًا.
تقدم الرواية سلسلة من الطبقات السردية؛ فمن طفولة البطلة حيث عانت من ترك الأم والختان وصدمات العنف، إلى محاولة اغتصابها من جانب أخ غير شقيق وشخصين آخرين في لندن، ثم تعرضها للضرب من قبل شقيقها. يتم اختطافها وإيداعها في مستشفى نفسي لتشخيص حالتها بأنها اضطراب الهوية التفارقي (تعدد الشخصيات)، لكن الطبيب يشك في طبيعة مرضها. الرواية تركز على رحلة البطلة للتصالح مع الماضي وبناء مستقبل بلا صدمات، وتعكس قدرة الكاتب على رسم شخصيات متضادة وإبقاء القارئ في حالة تشويق.
كلمة الناشر:
مَن منَّا لا يسمع أصواتًا بداخله؟ أصواتًا تتحول في كثيرٍ من الأحيان إلى شخوصٍ تحاورنا ونحاورها، نُحسن إخفاءها فتكون أسرارًا لا نقوى على إعلانها، وحين نقدر على التحدُّث بما يجول في داخلنا، تتكاثر علينا الموانع، ثم لا تلبث أن تجيء اللحظة التي لا نستطيع معها كتمانًا، أو ربما نجد الأشخاص الذين نرجو منهم استماعًا غير مشروط. حينئذٍ تتكامل الأصوات لتصبح، إن قُدِّر لها، صوتًا واحدًا؛ لذلك لم يكن غريبًا أن تتناوب على «ناعومي» أصوات «نعيمة» و«نعمت» و«نوني»، وإن خفتت الأصوات، أو حاولت هي إسكاتها.
في هذه الرواية، يأخذنا هشام الخشن في رحلةٍ عبر تعقيدات النفس البشـرية، لتخوض البطلة صراعاتها الحياتية من منطقةٍ تختلط فيها الأصوات وتتحوَّل إلى شخوصٍ لها ملامح وأفكار متباينة، لكنها في النهاية تسعى إلى أن تصل لمستقبل بلا صدمات جديدة.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات